النوع الثالث: الاختلاف في حروف الكلمة دون إعرابها، ومثاله: «وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها»، والوجه الثاني: «ننشرها».
النوع الرابع: الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها ومعناها، ومثاله: «طَلْعٌ نَضِيدٌ»، وفي موضع آخر: «وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ».
النوع الخامس: الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، ومثاله: «إلا زقية واحدة»، «صيحة واحدة».
النوع السادس: الاختلاف بالتقديم والتأخير، ومثاله: «وجاءت سكرة الحق بالموت»، و «جاءت سكرة الموت بالحق».
النوع السابع: الاختلاف بالزيادة والنقصان، ومثاله: «وما عملت أيديهم» و «عملته».
وهذا القول بما يتضمنه من تفصيلات واستقراء للقراءات القرآنية، ومحاولة تحديد معنى الأحرف السبعة، يعتبر أقرب الأقوال لمعنى الأحرف السبعة، بيد أنه لا يعطي تعريفا شاملا لحقيقة الأحرف السبعة.
ورغم تعدد وجهات النظر التي يوردها القدماء في معنى الحديث، والتي بلغ بها السيوطي نحوا من أربعين قولا، فإن الحديث- بمختلف رواياته- لا ينص على شيء منها... ، وكذلك فإنه لم يثبت من وجه صحيح تعيين كل حرف من هذه الأحرف، وكثير منها غير معروف النسبة إلى عالم معين وإنما هي مجرد استنتاج تحتمله الروايات... ثم إن فهم معنى الحديث لا يمكن أن يكون في اتجاهه الصحيح إذا تخطى الدائرة التي تشير إليها روايات الحديث، وهي أن الخلاف كان في حدود ألفاظ التلاوة، وأن الرخصة التي كان يتحدث عنها الحديث لا تتجاوز حدود القراءة... ومن هنا يمكن القول بأن الرخصة الواردة في الحديث ليست شيئا سوى هذه الوجوه المختلفة للتلاوة التي ينقلها القراء جيلا عن جيل حتى تنتهي إلى الصحابة الذين سمعوها من النبي صلّى الله عليه وسلم... » (١).

(١) غانم قدوري، رسم المصحف، ص ١٤٢ - ١٤٤، وقريب منه ما ذكره الدكتور عبد العال سالم مكرم، القراءات القرآنية وأثرها في الدراسات النحوية، ص ٢٧.


الصفحة التالية
Icon