٢ - محمد بن جرير الطبري (٣١٠ هـ):
ولد سنة أربع وعشرين ومائتين، ورحل في طلب العلم، وله عشرون سنة.
قال عنه الذهبي: «الإمام أبو جعفر، صاحب المصنفات والتفسير والتاريخ، قرأ القرآن على سليمان بن عبد الرحمن الطلحي، صاحب خلاد، وسمع حرف نافع من يونس بن عبد الأعلى...
قال الخطيب: كان أحد أئمة العلم يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه، لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، عارفا بأيام الناس وأخبارهم.
وقال أبو محمد الفرغاني صاحب ابن جرير: إن قوما من تلامذة محمد بن جرير، حسبوا له منذ بلغ الحلم إلى أن مات، ثم قسموا على تلك المدة أوراق مصنفاته، فصار لكل يوم أربع عشرة ورقة، توفي سنة عشر وثلاث مائة»
(١).
٣ - أبو عمر الطلمنكي (ت ٤٢٩ هـ):
قال عنه الذهبي: «أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى لب بن يحيى المعافري الأندلسي، المقرئ الحافظ، نزيل قرطبة، ولد سنة أربعين وثلاث مائة.
وكان رأسا في علم القرآن، قراءاته وأحكامه وناسخه ومنسوخه ومعانيه، رأسا في معرفة الحديث وطرقه، حافظا للسنن، ذا عناية بالآثار والسنة، إماما في أصول الديانات، ذا هدي وسمت، ونسك، وصمت.
قال أبو عمرو الداني: كان فاضلا ضابطا، شديدا في السنة.
وقال ابن بشكوال في كتاب «الصلة»
: كان سيفا مجردا على أهل الأهواء والبدع، قامعا لهم، غيورا على الشريعة، شديدا في ذات الله، توفي سنة تسع وعشرين وأربع مائة» (٢).

(١) الذهبي، معرفة القراء الكبار (١: ٢٦٥ - ٢٦٦).
(٢) الذهبي، معرفة القراء الكبار (١: ٣٨٥ - ٣٨٦).


الصفحة التالية
Icon