من خلال استقراء كتاب معرفة القراء الكبار يتبين أن منهج الإمام الذهبي في إيراده التراجم كان على النحو التالي:
١ - قسم الكتاب إلى طبقات بحسب الفترة الزمانية التي عاش فيها القارئ.
٢ - يذكر اسم القارئ، ونسبه، ويصدر الترجمة عادة بذكر أهم الألقاب التي أطلقت عليه: كالإمام، الحافظ، القارئ، الإمام العلم، مقرئ الكوفة، الكوفي، القارئ العابد أحد الأعلام، وعن الحسن البصري قال: «سيد أهل زمانه علما وعملا، المقرئ المفسر أحد الأعلام»، وعن علي بن داود الدارني قال: «إمام جامع دمشق ومقرئه» (١).
٣ - يذكر أهم الشيوخ الذين تلقى عنهم القارئ القرآن والقراءات بالسند المتصل.
٤ - يتبع ذلك بذكر أهم التلاميذ الذين أخذوا عنه القرآن والقراءات، ومن منهج الإمام الذهبي أنه لا يستطرد في ذكر الشيوخ والتلاميذ كصنيع الإمام ابن الجزري في غاية
النهاية.
٥ - يذكر أهم الروايات المتعلقة بسيرة الإمام العلمية والعملية، وبعض مجهوداته في القراءة والإقراء، وبعض المواقف التعليمية، ومواقف القدوة.
٦ - يختم الترجمة بذكر سنة الوفاة، ومكانها، وذكر الخلاف في ذلك إن وجد.
ب- غاية النهاية في طبقات القراء: للحافظ ابن الجزري (ت ٨٣٣ هـ) اختصره من كتابه الكبير الذي سماه نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات، واستوعب فيه جميع التراجم التي وردت في كتاب أبي عمرو الداني وكتاب الذهبي وزاد عليهما نحو الضعف (٢)، ورتبه على حروف المعجم مبتدئا بحرف الألف ثم الباء ثم التاء وهكذا، وبعد أن يذكر أسماء القراء مرتبين في الحرف الواحد، يذكر المنسوبين والملقبين، أي من اشتهروا بنسبتهم أو ألقابهم، ولا يترجم لهم عادة بل يذكر النسبة أو اللقب وبجانبه الاسم ليبحث الباحث عنه في اسمه بحسب الحرف كأن يقول مثلا: الآمدي أحمد بن عبد الله (٣) فيعرف الباحث أن الآمدي ستكون ترجمته فيمن اسمه أحمد.

(١) الذهبي، معرفة القراء الكبار (١: ٣٦٦).
(٢) ابن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء (١: ٣).
(٣) ابن الجزري، غاية النهاية (١: ١٧٤).


الصفحة التالية
Icon