ثم بعد ذلك يذكر الأبناء، وبالطريقة نفسها فيقول مثلا: ابن الأحدب محمد بن محمد بن عبد الملك (١) وهكذا.
- نماذج لبعض الترجمات من غاية النهاية:
١ - أبو عمرو الداني (ت ٤٤٤ هـ):
قال عنه ابن الجزري: «عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر أبو عمرو الداني الأموي المعروف في زمانه بابن الصيرفي الإمام العلامة الحافظ أستاذ الأستاذين، وشيخ مشايخ المقرئين، ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال أبو عمرو: وابتدأت بطلب العلم في سنة ست وثمانين، ورحلت إلى المشرق في سنة سبع وتسعين، ودخلت مصر في شوال منها، فمكثت بها سنة، وحججت، ودخلت الأندلس في ذي القعدة سنة تسع تسعين وثلاثمائة، وخرجت إلى الثغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سرقسطة سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قرطبة، قال: وقدمت دانية سنة سبع عشرة، قال ابن الجزري: فاستوطنها حتى مات».
ثم ذكر جملة من شيوخه الذين أخذ عنهم القراءة، وجملة من تلاميذه الذين تلقوه القراءة عنه.
«قال ابن بشكوال: كان أحد الأئمة في علم القرآن، ورواياته، وتفسيره، ومعانيه، وطرقه، وإعرابه، وجمع في ذلك تواليف حسانا يطول تعدادها، وله معرفة بالحديث وطرقه، وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخط جيد الضبط من أهل الحفظ والذكاء والتفنن دينا تقيا ورعا سنيا.
قال بعض الشيوخ: لم يكن في عصره بمدد أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئا إلا كتبته، ولا كتبته إلا حفظته، ولا حفظته فنسيته، وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار، وكلام السلف، فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها»، قال ابن الجزري: «ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل، وما وهبه الله تعالى فيه، فسبحان الفتاح العليم، ولا سيما كتاب جامع البيان فيما رواه في القراءات السبع، وله كتاب التيسير المشهور ومنظومته الاقتصاد أرجوزة مجلد... »
ثم ذكر جملة من مصنفاته.