| تخالف الناس، حتى لا اتفاق لهم | إلا على شجب، والخلف في الشجب (١) |
| ومن تفكر في الدنيا ومهجته | أقامه الفكر بين العجز والتعب |
| عاصف يرتمى، وبحر يغير | أنا بالله منهما مستجير |
| وكأن الأمواج، وهى توالى | محنقات، أشجان نفس تثور |
| أزبدت، ثم جرجرت، ثم ثارت | ثم فارت، كما تفور القدور |
| ثم أوفت، مثل الجبال على الفلك، | وللفلك عزمة لا تخور |
| تترامى بجؤجؤ، لا يبالى | أمياه تحوطه أم صخور |
| أزعج البحر جانبيها من الشدّ، | فجنب يعلو، وجنب يغور |
| وهو آنا ينحط من علو كالسيل، | وآنا يحوطها منه سور |
| وهى تزور كالجواد إذا ما | ساقه للطّعان ندب جسور |
| وعليها نفوسنا خائرات | جازعات، كادت شعاعا تطير |
| فى ثنايا الأمواج والزبد المندوف، | لاحت أكفاننا والقبور |
| حننت إلى ريّا، ونفسك باعدت | مزارك من ريّا، وشعباكما معا |
| فما حسن أن تأتى الأمر طائعا | وتجزع أن داعى الصبابة أسمعا |
| قفا ودعا نجدا، ومن حل بالحمى | وقولا لنجد عندنا أن يودعا |
| بنفسى تلك الأرض، ما أطيب الربا | وما أحسن المصطاف والمتربعا! |
| ولما رأيت البشر (٢) أعرض دوننا | وجالت بنات الشوق يحنن نزّعا |
| بكت عينى اليسرى، فلما زجرتها | عن الجهل بعد الحلم، أسبلتا معا |
(١) الهلاك.
(٢) اسم جبل.
(٢) اسم جبل.