عَهْدَهُ ليس بوقف لأن ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، وهما بمنزلة حرف واحد ما لا تَعْلَمُونَ كاف: ثم تبتدئ بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً قال شيخ الإسلام: بلى هنا، وفي: بلى من أسلم الوقف على بلى خطأ، لأن بلى وما بعدها جواب للنفي السابق قبلهما، وهو لن في قوله؛ لن تمسنا، وفي الثاني لن يدخل الجنة، وقال أبو عمرو: بوقف على بلى في جميع القرآن ما لم يتصل بها شرط أو قسم، والتحقيق التفصيل والرجوع إلى معناها، وهي حرف يصير الكلام المنفي مثبتا بعد أن كان منفيا عكس نعم، فإنها تقرّر الكلام الذي قبلها مطلقا سواء كان نفيا أو إثباتا على مقتضى اللغة فبلى هنا ردّ لكلام الكفار لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، فردّ عليهم بلى تمسكم النار، بدليل قوله: هم فيها خالدون، لأن النفي إذا قصد إثباته أجيب ببلى، وإذا قصد نفيه أجيب بنعم، تقول ما قام زيد فتقول بلى أي قد قام، فلو قلت نعم فقد نفيت عنه القيام، وبذلك فرّق النووي بينهما بقوله ما استفهم عنه بالإثبات كان جوابه نعم، وما استفهم عنه بالنفي كان جوابه بلى، ونقل عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى لو قالوا نعم لكفروا يريد أن النفي إذا أجيب بنعم كان تصديقا فكأنهم أقرّوا بأنه ليس ربهم كذا نقل عنه، وفيه نظر إن صح عنه، وذلك أن النفي صار إثباتا، فكيف يكفرون بتصديق التقرير وهو حمل المخاطب على الإقرار وصارت نعم واقعة بعد الإثبات فتفيد الإثبات بحسب اللغة، وهذا إذا كان النفي إنكاريا. أما لو كان تقريريا فلا يكون في معنى النفي إجماعا، ولا يجوز مراعاة المعنى إلا في الشعر كقوله: [الوافر]
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
ثمنا قليلا. وقال أبو عمرو كاف فيهما مِمَّا يَكْسِبُونَ تامّ. قال أبو عمرو كاف مَعْدُودَةً صالح ما لا تَعْلَمُونَ حسن بَلى ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق به، لأنه من تتمة الجواب، ومنه قوله تعالى فيما يأتي بلى من أسلم وجهه فالوقف على