راجعة إلى تلاوة اليهود وجعل وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ راجعا إلى النصارى:
أي والنصارى يتلون الكتاب كتلاوة اليهود، وأن أحد الفريقين يتلو الكتاب كما يتلو الفريق الآخر، فكلا الفريقين أهل كتاب، وكل فريق أنكر ما عليه الآخر، وهما أنكرا دين الإسلام كإنكار اليهود النصرانية وإنكار النصارى اليهودية من غير برهان ولا حجة، وسبيلهم سبيل من لا يعرف الكتاب من مشركي العرب، فكما لا حجة لأهل الكتاب لإنكارهم دين الإسلام لا حجة لمن ليس له كتاب وهم مشركو العرب فاستووا في الجهل مِثْلَ قَوْلِهِمْ حسن، لأن فالله مبتدأ مع فاء التعقيب، قاله السجاوندي يَخْتَلِفُونَ تامّ فِي خَرابِها حسن خائِفِينَ كاف، لأن ما بعده مبتدأ وخبر، ولو وصل لصارت الجملة صلة لهم لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ جائز عَظِيمٌ تامّ وَالْمَغْرِبُ حسن تُوَلُّوا ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الشرط، لأن أين اسم شرط جازم وما زائدة وتولوا مجزوم بها، وزيادة ما ليست لازمة لها بدليل قوله:
أين تصرف بنا العداة تجدنا | وهي ظرف مكان والناصب لها |
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
ومن وقف عليه جعله راجعا إلى تلاوة اليهود وجعل وهم يتلون الكتاب راجعا إلى النصارى أي والنصارى يتلون الكتاب كتلاوة اليهود مِثْلَ قَوْلِهِمْ صالح يَخْتَلِفُونَ تامّ فِي خَرابِها صالح. وقال أبو عمرو كاف خائِفِينَ كاف عَذابٌ عَظِيمٌ تامّ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ كاف واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ إن قرئ قالوا بلا واو أو بالواو وجعلت استئنافا وإلا فالوقف على ذلك كاف، وأطلق أبو عمرو أن الوقف عليه كاف سُبْحانَهُ مفهوم وَالْأَرْضِ كاف قانِتُونَ تام السَّماواتِ وَالْأَرْضِ