جعل منصوب المحل من قوله قبله: ولقد اصطفيناه في الدنيا كأنه قال ولقد اصطفيناه حين قال له ربه أسلم، فإذ منصوب المحل لأنه ظرف زمان، واختلفوا في قوله: إذ قال
له ربه أسلم متى قيل له ذلك أبعد النبوّة أم قبلها؟ والصحيح أنه كان قبلها حين أفلت الشمس. فقال إني بريء مما تشركون وكان القول له إلهاما من الله تعالى فأسلم لما وضحت له الآيات وأتته النبوة وهو مسلم. وقال قوم معنى قوله: إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ أي استقم على الإسلام وثبت نفسك عليه وكان القول له بوحي وكان ذلك بعد النبوّة والله أعلم بالصواب. قاله النكزاوي أَسْلِمْ كاف الْعالَمِينَ تامّ بَنِيهِ حسن: إن رفع ويعقوب على الابتداء: أي ويعقوب وصى بنيه فالقول والوصية منه وليس بوقف إن عطف على إبراهيم: أي ووصى يعقوب بنيه، لأن فيه فصلا بين المعطوف والمعطوف عليه، وكذا لا يوقف على بنيه على قراءة يعقوب بالنصب عطفا على بنيه: أي ووصى إبراهيم يعقوب ابن ابنه إسحاق بجعل الوصية من إبراهيم والقول من يعقوب وَيَعْقُوبُ أحسن منه للابتداء بعده بياء النداء يا بَنِيَّ ليس بوقف لآن في الكلام إضمار القول عند البصريين وعند الكوفيين لإجراء الوصية مجرى القول وأن الله هو القول المحكى، فلذا لم يجز الوقف على ما قبله لفصله بين القول والمقول مُسْلِمُونَ تامّ، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري: أي لم تشهدوا وقت حضور أجل يعقوب فكيف تنسبون إليه ما لا يليق به. وقيل لا تموتن إلا وأنتم مسلمون: أي محسنون الظن بالله تعالى الْمَوْتُ ليس بوقف لأنّ إذ بدل من إذ الأولى ومن قطعها
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
أجوز منه وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ كاف، وكذا مِنْ بَعْدِي وإله آبائك: صالح، إن نصب ما بعده بفعل أي يعنون إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وليس بوقف إن جر ذلك بالبدلية من آبائك، وهو ما عليه الأكثر إِلهاً واحِداً كاف: إن جعلت الجملة بعده مستأنفة وليس بوقف إن جعلت حالا مُسْلِمُونَ حسن: على الوجهين قَدْ