تَهْتَدُوا حسن: وقال أبو عمرو تامّ حَنِيفاً صالح: إن جعل ما بعده من مقول القول: أي قل بل ملة إبراهيم، وقل ما كان إبراهيم، وعلى هذا التقدير لا ينبغي الوقف على حنيفا إلا على تجوّز لأن ما بعده من تمام الكلام الذي أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يقوله، وكاف: إن جعل ذلك استئنافا وانتصب ملة على أنه خبر كان أي بل تكون ملة إبراهيم أي أهل ملة: أو نصب على الإغراء أي الزموا ملة، أو نصب بإسقاط حرف الجر، والأصل نقتدي بملة إبراهيم، فلما حذف حرف الجرّ انتصب مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ مِنْ رَبِّهِمْ جائز: ومثله منهم مُسْلِمُونَ تامّ فَقَدِ اهْتَدَوْا حسن: ومثله فِي شِقاقٍ للابتداء بالوعد مع الفاء فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ صالح: لاحتمال الواو بعده للابتداء والحال الْعَلِيمُ تامّ: إن نصب ما بعده على الإغراء أي الزموا، والصبغة دين الله، وليس بوقف إن نصب بدلا من ملة صِبْغَةَ اللَّهِ حسن صِبْغَةَ أحسن منه: لاستئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال عابِدُونَ تامّ وَرَبُّكُمْ حسن: ومثله أعمالكم مُخْلِصُونَ كاف: إن قرئ أم يقولون بالغيبة. وجائز على قراءته بالخطاب، ولا وقف من قوله: أم يقولون إلى قوله: أو نصارى، فلا يوقف على أم يقولون، ولا على الأسباط لأن كانوا خبر إن، فلا يوقف على اسمها دون خبرها أَوْ نَصارى كاف: على القراءتين. وقال الأخفش تامّ: على قراءة من قرأ أم تقولون بالخطاب لأن من قرأ به جعله استفهاما متصلا بما قبله، ومن قرأ بالغيبة جعله استفهاما منقطعا عن الأول فساغ أن يكون جوابه ما بعده أَمِ اللَّهُ
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
أَعْمالُكُمْ صالح مُخْلِصُونَ كاف: على قراءة أم يقولون بالغيبة، وصالح على قراءته بالخطاب لأن المعنى حينئذ: اتحاجوننا في الله، أم تقولون إن الأنبياء كانوا على دينكم أَوْ نَصارى كاف أَمِ اللَّهُ تامّ مِنَ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف عَمَّا تَعْمَلُونَ تامّ، وكذا كانُوا يَعْمَلُونَ كانُوا عَلَيْها كاف وَالْمَغْرِبُ