المخاطب. يروى أن المسلمين امتنعوا من الطواف بالبيت لأجل الأصنام التي كانت حوله للمشركين، فأنزل الله هذه الآية: أي فلا إثم عليه في الطواف في هذه الحالة. وقيل إن الصفا والمروة كانا آدميين فزنيا في جوف الكعبة فمسخا فكره المسلمون الطواف بهما، فأنزل الله الرخصة في ذلك أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما حسن. وقيل كاف شاكِرٌ عَلِيمٌ تام فِي الْكِتابِ ليس بوقف، لأن أولئك خبر إن فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف، ومثله اللاعنون للاستثناء بعده أَتُوبُ عَلَيْهِمْ جائز الرَّحِيمُ تامّ وَهُمْ كُفَّارٌ ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت بعد أَجْمَعِينَ ليس بوقف ولم ينص أحد عليه، ولعل وجه عدم حسنه أن خالدين منصوب على الحال من ضمير عليهم ومن حيث كونه رأس آية يجوز خالِدِينَ فِيها حسن. وقال أبو عمرو صالح، لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفا وحالا يُنْظَرُونَ تامّ إِلهٌ واحِدٌ جائز، لأن ما بعده يصلح أن يكون صفة أو استئناف إخبار الرَّحِيمُ تامّ: ولا وقف من قوله: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ إلى يَعْقِلُونَ فلا يوقف على الأرض، ولا على النهار، ولا على الناس ولا بعد موتها، ولا بين السماء والأرض لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد يَعْقِلُونَ تام. فإن قيل: لم ذكر في هذه الآية أدلة ثمانية وختمها بيعقلون، وفي آخر آل عمران ذكر ثلاثة وختمها بأولي الألباب فلم لا عكس؟ لأن ذا اللب أحضّ وأقوى على إتقان الأدلة الكثيرة والنظر فيها من ذي العقل، كذا أفاده بعض مشايخنا كَحُبِ
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
لقوم يعقلون كَحُبِّ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ حسن:
وقال أبو عمرو تامّ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ مفهوم لمن قرأ ولو ترى بالتاء الفوقية وكسر الهمزة من: أن القوّة لله وإنّ الله شديد العذاب، وإلا فليس بوقف، بل الوقف على شديد العذاب، وهو وقف صالح بِهِمُ الْأَسْبابُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنَّا صالح حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ كاف مِنَ النَّارِ تامّ طَيِّباً صالح، وكذا:


الصفحة التالية
Icon