وأجمعوا على أن ما بعد الياء مجرور مضاف إليه، لأن الوصف المقرون بأل لا يضاف إلا لما فيه أل أو لما أضيف لما فيه أل، نحو المقيمي الصلاة، ونحو الضارب رأس الجاني، ومن لا مساس له بهذا الفنّ يعتقد أو يقلد من لا خبرة له أن النون تزاد حالة الوقف، ويظنّ أن الوقف على الكلمة يزيل حكم الإضافة، ولو زال حكمها لوجب أن لا يجرّ ما بعد الياء، لأن الجرّ إنما أوجدته الإضافة، فإذا زالت وجب أن يزول حكمها وأن يكون ما بعدها مرفوعا، فمن زعم ردّ النون فقد أخطأ، وزاد في القرآن ما ليس منه الْعِقابِ تامّ مَعْلُوماتٌ كاف، يبني الوقف على فُسُوقَ ووصله على اختلاف القراء والمعربين في رفع رفث وما بعده، فمن قرأ برفعهما والتنوين وفتح جدال، وبها قرأ أبو عمرو وابن كثير فوقفه على فسوق تامّ، ولا يوقف على شيء قبله. ثم يبتدئ، ولا جدال في الحج، وليس فسوق بوقف لمن نصب الثلاثة وهي قراءة الباقين، واختلف في رفع رفث وفسوق، فقيل بالابتداء والخبر محذوف تقديره كائن أو مستقرّ في الحج، أو رفعهما على أن لا بمعنى ليس والخبر محذوف أيضا، ففي الحج عن الأوّل خبر ليس، وعلى الثاني خبر المبتدأ وعليهما الوقف على فسوق كاف، ومن نصب الثلاثة لم يفصل بوقف بينهما وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ كاف: وقيل تامّ على جميع القراءات أي لا شك في الحج أنه ثبت في ذي الحجة مِنْ خَيْرٍ ليس بوقف لأن يعلمه الله جواب الشرط يَعْلَمْهُ اللَّهُ تام: ووقف بعضهم على وتزودوا فارقا بين الزادين، لأن أحدهما زاد
الدنيا، والآخر زاد الآخرة التَّقْوى كاف، وعند قوم وَاتَّقُونِ ثم يبتدئ يا أولي الألباب وليس بشيء لأن الابتداء بالنداء المجرد لا يفيد إلا أن يقرن بالسبب الذي من أجله نودي والْأَلْبابِ تام لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ ليس بوقف مِنْ رَبِّكُمْ حسن:
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
الجدال وقف على الفسوق، وهو وقف كاف يَعْلَمْهُ اللَّهُ تام التَّقْوى كاف يا أُولِي الْأَلْبابِ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ كاف، وكذا الْمَشْعَرِ الْحَرامِ كَما هَداكُمْ