بتبدّل فاعله. فإن فاعل المخفف زكريا، وفاعل المشدّد ضمير اسم الرب عز وجلّ: أي وكفلها الله زكريا، وليس بوقف لمن شدّد، لأن الفعلين معا لله تعالى: أي أنبتها الله نباتا حسنا وكفلها الله زكريا، وبها قرأ حمزة والكسائي وعاصم، وقصر زكريا غير عاصم، فإنه قرأ بالمدّ، فمن مدّ أظهر النصب، ومن قصر كان في محل النصب وخفف الباقون ومدّوا زكريا مرفوعا: أي ضمها زكريا إلى نفسه، ومن حيث إنه عطف جملة على جملة يجوز عند بعضهم وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا جائز: على القراءتين، ومثله رزقا، وكذا: هذا منصوص عليهما مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: إن جعل ما بعده من كلام الله، وجائز إن جعل من الحكاية عن مريم أنها قالت: إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، والأولى وصله بما بعده بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ: وقيل كاف لأن ما بعده متعلق به من جهة المعنى، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
لما رأى زكريا عليه السلام فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، قال إن الذي يفعل هذا قادر على أن يرزقني ولدا، فعند ذلك دعا زكريا ربه طَيِّبَةً حسن: للابتداء بأن الدُّعاءِ تامّ الْمِحْرابِ حسن:
على قراءة من كسر همزة إن على إضمار القول: أي قالت إن الله وقد جاء إضمار القول كثيرا، من ذلك قوله: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ أي: يقولون سلام عليكم. فإن تعلقت إن المكسورة بفعل مضمر ولم تتعلق بما قبلها من الكلام حسن الابتداء بها والوقف على ما قبلها، وليس بوقف لمن فتحها لأن التقدير بأن الله فحذف الجار ووصل الفعل إلى ما
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: إن جعل ما بعده من قوله الله تعالى، وصالح إن جعل ذلك من الحكاية عن أمّ مريم بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ رَبَّهُ حسن ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً صالح سَمِيعُ الدُّعاءِ تامّ فِي الْمِحْرابِ حسن على قراءة من كسر همزة إن الله، وليس بوقف على قراءة من فتحها مِنَ الصَّالِحِينَ حسن ما يَشاءُ تامّ آيَةً كاف،