بالهدى، أو أنّ إن بمعنى ما وليس بوقف إن أعرب أن بدلا من: هدى الله، أو خبرا، لأن أو معمولا لما قبله، أو متعلقا بما قبله، أو متعلقا بلا تؤمنوا، أو قرئ أن يؤتى بالفتح والقصر، لأنه يصير علة لما قبله كما ستراه. فالأول من أوجه الرفع أن يؤتى يصح أن يكون محله رفعا على أنه مبتدأ على قول من يرفع في نحو: أزيد ضربته والخبر محذوف: أي إيتاء أحد مثل ما أوتيتم تصدّقونه أو تقرّون به: أي لا تصدقوا بذلك فهو إنكار أن يؤتي أحد مثل الذي أوتوه من التوراة وغيرها فهو حينئذ من كلام اليهود بعضهم لبعض، والوقف على هُدَى اللَّهِ تامّ، لأنه من كلام الله. والثاني من أوجه الرفع أنّ أن يؤتي بدل من هدى الله الذي هو خبر إن: أي إن الهدى هدى الله هو أن أن يؤتي أحد كالذي جاءنا نحن فيكون من كلام اليهود، والثالث من أوجه الرفع أن يؤتى خبر إن. وأما أوجه النصب: فأحدها أن بفتح الهمزة بمعنى لا، نقل ذلك بعضهم عن الفراء، فأقام أن مقام ما، وأو بمعنى إلا، فأن ومدخولها في محل نصب بالقول المحذوف: أي وقولوا لهم لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا أن يحاجوكم، وردّ بأن جعل أن المفتوحة للنفي غير محفوظ، بل هو قول مرغوب عنه. والثاني من أوجه النصب أن يكون مفعولا بمحذوف: أي إذا كان الهدى هدى الله فلا تنكروا أن يؤتى أحد، واستبعده أبو حيان بأن فيه حذف حرف النهي وحذف معموله وهو غير محفوظ، وردّ عليه تلميذه السمين بأنه متى دلّ دليل على حذف العامل جاز على أيّ وجه كان. والثالث من أوجه النصب
هو أنّ أن يؤتى مفعول لأجله: أي ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد، أو مخافة أن يحاجوكم، أو أنّ آن يؤتى بالمدّ على الاستفهام مفعول لأجله أيضا، فليس هو من قول اليهود: أي الخوف أن يؤتى أحد قلتم
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
علق بقوله ولا تؤمنوا، وجعل قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ اعتراضا فليس شيء من ذلك بوقف، والتقدير على الاستفهام أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تصدّقونه على وجه


الصفحة التالية
Icon