يأمركم الله وفي النصب لبشر: أي ما كان لبشر أن يأمركم أَرْباباً كاف مُسْلِمُونَ تامّ النَّبِيِّينَ صالح، فرقا بين النبيين وضمير الأمم على قول من يقول إن الكاف والميم في آتيتكم ضمير الأمم، وتقدير ذلك: واذكر يا محمد حين أخذ الله العهد على النبيين والميثاق فأمرهم أن يخبروا الأمم عن الله تعالى فقال لهم: قولوا للأمم عني مهما أوتيتم من كتاب وحكمة ثم يجيئكم رسول مصدّق لما معكم من ذلك الكتاب والحكمة لتؤمننّ به ولتنصرنه. وقال بعضهم: إن قوله ثُمَّ جاءَكُمْ بمعنى إن جاءكم رسول، يعني إن أتاكم ذكر محمد لتؤمننّ به، أو ليكوننّ إيمانكم به كالذي عندكم في التوراة. وقيل الكاف والميم ضمير الأنبياء كأنه أوجب على كل نبيّ إن جاءه رسول بعده أن يؤمن به ويصدّقه وينصره، وعلى هذا لا يوقف على النبيين، لأن الخطاب للأنبياء لا للأمم ولا يوقف على قوله: وحكمة، ولا على قوله: لما معكم، لأن جواب القسم لم يأت، وهو قوله:
لتؤمننّ به ولتنصرنه، وهذا أوفى بتأدية المراد، إذ ليس فيه الفصل بين المتلازمين، وهما القسم وجوابه وأحدهما يطلب الآخر وَلَتَنْصُرُنَّهُ كاف إِصْرِي صالح. وقيل: كاف قالُوا أَقْرَرْنا كاف مِنَ الشَّاهِدِينَ تامّ الْفاسِقُونَ كاف يَبْغُونَ حسن: لمن قرأ بالياء التحتية، وقرأ ترجعون بالتاء الفوقية لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأهما بالتحتية أو بالفوقية، والأولى الوصل، لأن التقدير: أتبغون غير دين الله هذه صفته وهو الله تعالى؟ فلا يفصل بينهما كذلك: من في السموات والأرض طَوْعاً وَكَرْهاً جائز لمن قرأ يُرْجَعُونَ بالتحتية،
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
الله، وفي النصب بشر أَرْباباً كاف، وكذا: مسلمون وَلَتَنْصُرُنَّهُ كاف إِصْرِي صالح قالُوا أَقْرَرْنا كاف، وكذا: مِنَ الشَّاهِدِينَ الْفاسِقُونَ حسن يَبْغُونَ كاف، واستبعده الأصل، لأن ما بعده متعلق به كَرْهاً صالح على