استئناف ما بعده لِمَنْ يَشاءُ جائز: وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني وهو: ويعذب من يشاء وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيمٌ تامّ مُضاعَفَةً كاف تُفْلِحُونَ تامّ لِلْكافِرِينَ كاف تُرْحَمُونَ تامّ: على قراءة سارعوا بلا واو لأنه يصير منقطعا عما قبله فهو كلام مستأنف. وبها قرأ نافع وابن عامر، وكاف: على قراءته بواو، وإنما نقصت درجته عن التمام مع زيادة الواو، لأنه يكون معطوفا على ما قبله إلا أنه من عطف الجمل عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ليس بوقف لأن ما بعده صفة جنة أي جنة واسعة معدّة للمتقين لِلْمُتَّقِينَ تامّ: إن جعل الذين ينفقون مبتدأ خبره أولئك جزاؤهم مغفرة، وجائز: إن جعل الذين في محل جرّ نعتا أو بدلا من المتقين، ففي محل الذين الرفع والجرّ، وإن نصب بتقدير أعني أو أمدح كان كافيا وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ كاف الْمُحْسِنِينَ تام: إن جعل الذين ينفقون نعتا أو بدلا للمتقين وجعل وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً مبتدأ وإن جعل معطوفا لم يحسن الوقف على المحسنين، سواء جعل الذين ينفقون نعتا أو مبتدأ للفصل بين المتعاطفين أو بين المبتدإ والخبر، ومع ذلك هو جائز
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيمٌ تامّ مُضاعَفَةً كاف تُفْلِحُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لِلْكافِرِينَ كاف تُرْحَمُونَ تام: على قراءة سارعوا بلا واو، وكاف على قراءته بواو لِلْمُتَّقِينَ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ وصالح إن جعل ذلك نعتا له، ولولا أنه رأس آية لم يكن وقفا وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ حسن: إن جعل الذين نعتا للمتقين، وليس بحسن إن جعل ذلك مبتدأ للفصل بين المبتدإ والخبر، لكنه مفهوم لحسن الابتداء بقوله تعالى: وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ولأن الكلام الذي بين المبتدإ والخبر طال فجاز الوقف في أثنائه إذا حسن الابتداء بما بعده وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ تامّ، إن جعل الَّذِينَ يُنْفِقُونَ نعتا لِلْمُتَّقِينَ وجعل والذين إذا فعلوا فاحشة مبتدأ. فإن جعل معطوفا لم يحسن الوقف على المحسنين، سواء جعل الذين ينفقون نعتا أم مبتدأ للفصل بين المتعاطفين أو المبتدإ والخبر، ومع ذلك هو صالح


الصفحة التالية
Icon