إلى معموله جاز أن يتبع معموله لفظا وموضعا، تقول: هذا ضارب هند العاقلة بجرّ العاقلة ونصبها، لكن إن رفع الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ على الابتداء، و:
فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ الخبر لا يوقف على بكم، ولا معكم، ولا على المؤمنين، لأنه لا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف، وإن نصب أو جرّ ساغ الوقف على الثلاث. فيسوغ على بِكُمْ للابتداء بالشرط، وعلى أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ لانتهاء الشرط بجوابه، وللابتداء بشرط آخر وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت وهو قالوا وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حسن: إن جعل الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ نعتا أو بدلا يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن إن جعل ما بعده عاما للكافرين، أي: ليس لهم حجة في الدنيا ولا في الآخرة، وليس بوقف إن جعل ذلك لهم في الآخرة فقط سَبِيلًا تامّ وَهُوَ خادِعُهُمْ حسن كُسالى كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال، والعامل فيها قاموا إِلَّا قَلِيلًا كاف: إن نصب ما بعده بإضمار فعل على الذم، وليس بوقف إن نصب على الحال من فاعل يراءون، أو من فاعل ولا يذكرون. قال أبو زيد:
مذبذبين بين الكفر والإسلام. روى في الحديث عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين غنمين» أي: المتردّدة إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع، «إذا جاءت إلى هذه نطحتها، وإذا جاءت إلى هذه نطحتها، فلا تتبع هذه ولا هذه» وَلا إِلى هؤُلاءِ الثانية: كاف سَبِيلًا تامّ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ حسن مُبِيناً تامّ مِنَ النَّارِ
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
تامّ جَمِيعاً كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا للمنافقين وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حسن، على القول الثاني يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن سَبِيلًا تامّ وَهُوَ خادِعُهُمْ صالح وَلا إِلى هؤُلاءِ حسن. وقال أبو عمرو:
كاف فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا تامّ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ كاف مُبِيناً تامّ مِنَ النَّارِ