طَرِيقاً ليس بوقف إن أريد بالطريق الأولى العموم وكان استثناء متصلا، وإن أريد بها شيئا خاصا، وهو العمل الصالح كان منقطعا أَبَداً كاف يَسِيراً تامّ: للابتداء بعد بالنداء خَيْراً لَكُمْ حسن وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تامّ إِلَّا الْحَقَّ كاف رَسُولُ اللَّهِ حسن وَكَلِمَتُهُ أحسن مما قبله إن عطف وَرُوحٌ مِنْهُ على الضمير المرفوع في ألقاها، وليس بوقف إن جعل ألقاها نعتا لقوله: وكلمته، وهي معرفة، والجملة في تأويل النكرة، وفي موضع الحال من الهاء المجرورة، والعامل فيها معنى الإضافة:
أي وكلمة الله ملقيا إياها. وقيل ألقاها لا يصلح نعتا لكلمة لما ذكر، ولا حالا لعدم العامل فكان استئنافا مع أن الكلام متحد. ومن غريب ما يحكى أن بعض النصارى ناظر عليّ بن الحسين بن واقد المروزي. وقال: في كتاب الله ما يشهد أن عيسى جزء من الله، وتلا وَرُوحٌ مِنْهُ فعارضه ابن واقد بقوله:
وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ وقال: يلزم أن تكون تلك الأشياء جزءا من الله تعالى، وهو محال بالاتفاق، فانقطع النصراني وأسلم. وروي عن أبيّ بن كعب أنه قال: لما خلق الله أرواح بني آدم أخذ عليهم الميثاق، ثم ردّها إلى صلب آدم، وأمسك عنده روح عيسى، فلما أراد خلقه أرسل ذلك الروح إلى مريم، فكان منه عيسى، فلهذا قال وَرُوحٌ مِنْهُ ومعنى كون عيسى روح الله أن جبريل نفخ في درع مريم بأمر الله، وإنما سمى النفخ روحا لأنه ريح يخرج عن الروح. قاله بعض المفسرين، أو أنه ذو روح، وأضيف إلى الله تشريفا وَرُوحٌ مِنْهُ تام، لأنه آخر القصة فَآمِنُوا بِاللَّهِ
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
آية بَعْدَ الرُّسُلِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف حَكِيماً صالح، وكذا:
يشهدون. وقال أبو عمرو في حكيما: كاف شَهِيداً تامّ، وكذا: بعيدا، وكذا: أبدا يَسِيراً تامّ خَيْراً لَكُمْ حسن وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تام إِلَّا الْحَقَّ كاف رَسُولُ اللَّهِ صالح وَرُوحٌ مِنْهُ كاف. وقال أبو عمرو: تام لأنه آخر القصة.