فبعث الله غرابين، فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر، ثم حفر بمنقاره ورجليه مكانا وألقاه فيه وقابيل ينظر، فندمه من أجل أنه لم يواره أظهر: لكن يعارضه خبر «الندم توبة» إذ لو ندم على قتله لكان توبة، و «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» فندمه إنما كان على حمله، لا على قتله، كذا أجاب الحسين بن الفضل لما سأله عبد الله بن طاهر والي خراسان وسأله عن أسئلة غير ذلك، انظر تفسير الثعالبي وحينئذ فالوقف على النادمين هو المختار، والوقف على النَّادِمِينَ تامّ قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً كاف، للابتداء بالشرط أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً حسن. وقال الهمداني: تامّ في الموضعين بِالْبَيِّناتِ جائز:
لأن ثم لترتيب الأخبار لَمُسْرِفُونَ تامّ فَساداً ليس بوقف لفصله بين المبتدإ، وهو جزاء وخبره وهو أن يقتلوا مِنَ الْأَرْضِ كاف، ومثله: في الدنيا عَظِيمٌ فيه التفصيل السابق مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ جائز:
لتناهي الاستثناء مع فاء الجواب رَحِيمٌ تامّ، للابتداء بعد بياء النداء الْوَسِيلَةَ جائز، ومثله: في سبيله قاله النكزاوي، والأولى وصله، لأنه لا يحسن الابتداء بحرف الترجي، لأن تعلقه كتعلق لام كي تُفْلِحُونَ تامّ يَوْمِ الْقِيامَةِ ليس بوقف ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ كاف: لتناهي خبر إن أَلِيمٌ تامّ: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من قوله: ليفتدوا وهو العامل في الحال مِنْها كاف مُقِيمٌ تامّ مِنَ اللَّهِ كاف، ومثله: حكيم، وكذا: يتوب عليه
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
قتله أخاه قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً كاف أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً حسن، وكذا: لمسرفون.
وقال أبو عمرو: فيهما تامّ مِنَ الْأَرْضِ كاف، وكذا: في الدنيا، وعذاب عظيم. وقيل لا يوقف على: عظيم، لأن الابتداء بحرف الاستثناء لا يحسن إلا عند الضرورة مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ جائز. وقال أبو عمرو: كاف رَحِيمٌ تامّ الْوَسِيلَةَ مفهوم تُفْلِحُونَ تامّ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف أَلِيمٌ حسن