يعني أنا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون بها وأنتم لا تدرون، وذلك أن المؤمنين كانوا طامعين إذا جاءت تلك الآيات ويتمنون مجيئها. فقال تعالى وما يدريكم أنهم لا يؤمنون لما سبق في علمي أنهم لا يؤمنون، فعلى هذا لا يوقف على يشعركم، وقد قرأ أبو عمرو بإسكان الراء، وقرأ الدوري رواية بالاختلاس مع كسر همزة أنها فيهما، وقرأ ابن كثير بصلة الميم بالضم مع كسر همزة إنها، وقرأ الباقون بضم الراء مع فتح همزة: أنها وأما بإسكان الراء وفتح الهمزة. فلا يقرؤها أحد لا من السبعة ولا من العشرة، والكلام على سؤال سيبويه لشيخه الخليل بن أحمد، وما يتعلق بذلك يطول أضربنا عنه تخفيفا، وفيما ذكرنا غاية، ولله الحمد. وروى عن قنبل أنه قال: سمعت أحمد بن محمد القوّاس يقول: نحن نقف حيث انقطع النفس إلا في ثلاثة مواضع نتعمد الوقف عليها في آل عمران وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ثم نبتدئ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وفي الأنعام وَما يُشْعِرُكُمْ ثم نبتدئ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ بكسر الهمزة، وفي النحل إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ثم نبتدئ لِسانُ الَّذِي وزيد عنه موضع رابع في: يس مِنْ مَرْقَدِنا ثم نبتدئ هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ اه النكزاوي لا يُؤْمِنُونَ كاف أَوَّلَ مَرَّةٍ حسن يَعْمَهُونَ تامّ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده يَجْهَلُونَ كاف، ومثله: غرورا ما فَعَلُوهُ جائز وَما يَفْتَرُونَ كاف على أن قوله: ولتصغى متعلق بمحذوف تقديره: وفعلوا ذلك. وقيل لا يوقف على هذه المواضع الثلاثة، لأن قوله: ولتصغى معطوف على: زخرف القول، وهو من عطف المصدر المسبوك على المصدر المفكوك، فلا يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، لأن ترتيب هذه المفاعيل في غاية الفصاحة، لأنه
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
تامّ وَما يُشْعِرُكُمْ تامّ: على قراءة إنها بكسر الهمزة استئنافا وليس بوقف على قراءتها بالفتح، والمعنى على الأولى وما يشعركم إيمانهم لا يُؤْمِنُونَ كاف أَوَّلَ