وِزْرَ أُخْرى حسن، لأن ثم لترتيب الأخبار مع اتّحاد المقصود تَخْتَلِفُونَ تامّ: هو من الوقوف المنصوص عليها، ولعل إسقاط شيخ الإسلام له سبق قلم، أو أنه تبع فيه الأصل الذي اختصره فِي ما آتاكُمْ كاف سَرِيعُ الْعِقابِ جائز، فصلا بين التحذير والتبشير، وارتضاه بعضهم فرقا بين الفريقين المقابلين، ولا يخلط أحدهما بالآخر وقال أبو حاتم السجستاني: لا أقف على سريع العقاب حتى أقول: وإنه لغفور رحيم، ومثله: ما في سورة الأعراف، لأن الكلام مقرون بالأول، وهو بمنزلة قوله:
نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ فإن الثاني مقرون بالأول ومحمول عليه فلا يوقف على أحدهما حتى يؤتى بالثاني، هذا ما ذهب إليه أبو حاتم السجستاني، ووافقه على ذلك يحيى بن نصير الشهير بالنحوي، رحم الله الجميع وجزاهما الله أحسن الجزاء، آخر السورة تام.
اتفق علماء الرسم على قطع: في ما أوحي، في وحدها، وما وحدها، وفي ما آتاكم، في وحدها، وما وحدها كما مرّ التنبيه عليه.
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ حسن لا شَرِيكَ لَهُ كاف، وكذا: وبذلك أمرت أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ تامّ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا عَلَيْها كاف وِزْرَ أُخْرى صالح. فِي ما آتاكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، ولا وقف على:
سريع العقاب، بل على غفور رَحِيمٌ، آخر السورة للمقارنة بينهما، ومثله قوله في الأعراف: لسريع العقاب.


الصفحة التالية
Icon