سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ كاف، إن جعل الضمير في عليه للصديق رضي الله عنه، وهو المختار كما روى عن سعيد بن جبير، وإن جعل الضمير في عليه للنبي صلّى الله عليه وسلّم لم يكف الوقف عليه السُّفْلى تامّ: لمن قرأ، وكلمة الله بالرفع، وبها قرأ العامة وهي أحسن لأنك لو قلت: وجعل كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا بالنصب عطفا على مفعولي جعل لم يكن حسنا، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على كلمة الذين كفروا هي السفلى، وبها قرأ علقمة والحسن ويعقوب، قال أبو البقاء: وهو ضعيف لثلاثة أوجه، أحدها وضع الظاهر موضع المضمر كقول الشاعر: [الخفيف]

لا أرى الموت يسبق الموت شيء نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
إذ لو كان كذلك لكان (وجعل كلمته هي العليا) وقراءته بالنصب إذن جائزة معروفة في كلام العرب. الثاني أن فيه دلالة على أن كلمة الله كانت السفلى فصارت عليا، وليس كذلك. الثالث توكيد مثل ذلك ب هي بعيد، إذ ليس القياس أن تكون إياها. وقيل ليست توكيدا، لأن المضمر لا يؤكد المظهر. اه سمين.
هِيَ الْعُلْيا كاف، على القراءتين حَكِيمٌ تامّ، للابتداء بالأمر وانتصب خِفافاً وَثِقالًا على الحال من فاعل انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حسن تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: الشقة على استئناف ما بعده، أي:
يقولون بالله لو استطعنا، أو بالله متعلق بسيحلفون مَعَكُمْ حسن
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
_
فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ كاف، إن جعل الضمير في عليه للصديق رضي الله عنه، وهو المختار السُّفْلى تامّ: لمن قرأ وَكَلِمَةُ اللَّهِ بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا الْعُلْيا كاف، على القراءتين حَكِيمٌ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كاف تَعْلَمُونَ حسن، وكذا: الشقة مَعَكُمْ كاف، وكذا: أنفسهم لَكاذِبُونَ تامّ. وزعم بعضهم أن الوقف على عَفَا اللَّهُ عَنْكَ


الصفحة التالية
Icon