كَمَنْ لا يَخْلُقُ حسن، للاستفهام بعده وجيء بمن في الثاني لاعتقاد الكفار أن لها تأثيرا، فعوملت معاملة أولى العلم كقوله:
بكيت على سرب القطا إذ مررن بي | فقلت ومثلي بالبكاء جدير |
أسرب القطا هل من يعير جناحه | لعلّي إلي من قد هويت أطير |
فأوقع على السرب من لما عاملها معاملة العقلاء تَذَكَّرُونَ كاف، ومثله: لا تحصوها رَحِيمٌ تامّ وَما تُعْلِنُونَ كاف، على قراءة عاصم هو وما بعده بالتحتية، وحسن لمن قرأ تعلنون بالفوقية وما بعده بالتحتية لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً جائز وَهُمْ يُخْلَقُونَ كاف، إذا رفعت أموات على أنه خبر مبتدإ محذوف، أي: هم أموات، وليس بوقف إن جعل أموات خبرا ثانيا لقوله: وهم يخلقون، وكذا إن جعل يخلقون وأموات خبرين، وليس يخلقون بوقف أيضا إن جعل والذين مبتدأ وأموات خبرا، والتقدير: والذين هذه صفتهم أموات غير أحياء، لأنها أصنام، ولذلك وصفها بالموت وَما يَشْعُرُونَ ليس بوقف، لأن أيان ظرف منصوب بيشعرون. وقيل منصوب بما بعده، لا بما قبله، لأنه استفهام. وقيل أيان ظرف لقوله: إلهكم إله واحد، يعني: أن الإله واحد يوم القيامة ولم يدّع أحد الإلهية في ذلك اليوم بخلاف الدنيا فإنه قد وجد فيها من ادّعى ذلك، وعلى هذا فقد تمّ الكلام على يشعرون إلا أن هذا القول مخرج لأيان عن موضوعها وهي إما شرط، وإما استفهام إلى محض الظرفية أَيَّانَ يُبْعَثُونَ تامّ، ومثله: إله واحد مُنْكِرَةٌ جائز مُسْتَكْبِرُونَ كاف، ووقف الخليل وسيبويه على لا، وذلك أن لا عندهما ردّ لمن أنكر البعث. وقال أهل الكوفة، جرم مع لا كلمة
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................