بالرفع، وليس بوقف لمن نصب فيكون فَيَكُونُ تامّ، على القراءتين حَسَنَةً كاف. قال يحيى بن سلام: الحسنة هي المدينة المشرفة وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ يعني: الجنة نزلت في صهيب وبلال وخباب وعمار بن ياسر عذبهم المشركون بمكة وأخرجوهم من ديارهم، ولحق منهم طائفة الحبشة. ثم بوأهم الله دار الهجرة وجعلهم أنصارا لنبوئنهم في الدنيا حسنة أنزلهم المدينة وأطعمهم الغنيمة. فهذا هو الثواب في الدنيا أَكْبَرُ جائز، وجواب لو محذوف، أي: لو كانوا يعلمون لما اختاروا الدنيا على الآخرة، ولو وصله لصار قوله: ولأجر الآخرة معلقا بشرط أن لو كانوا يعلمون وهو محال. قاله السجاوندي لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ تامّ، إن جعل الذين بعده خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، وكاف إن نصب بتقدير أعني، وجائز إن رفع بدلا من الذين قبله، وكذا: لو نصب بدلا من الضمير في لنبوّئنهم يَتَوَكَّلُونَ تامّ إِلَيْهِمْ جائز، ومثله: لا تعلمون إن جعل بالبينات والزبر متعلقا بمحذوف صفة لرجالا لأن إلا لا يستثنى بها شيئان دون عطف أو بدلية، وما ظن غير ذلك معمولا لما قبل إلا قدّر له عامل، أو أنه متعلق بمحذوف جوابا لسؤال مقدّر يدل عليه ما قبله كأنه قيل بم أرسلوا؟ فقيل: أرسلوا بالبينات والزبر، فالبينات متعلق بأرسلنا داخلا تحت حكم الاستثناء مع رجالا، أي: وما أرسلنا إلا رجالا بالبينات، فقد استثنى بإلا شيئان: أحدهما رجالا، والآخر بالبينات، وليس بوقف إن علق بنوحي لأن ما بعد إلا لا يتعلق بما قبلها،
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
كاف، ويأتي في بَلى ما مرّ لا يَعْلَمُونَ جائز، وليس بحسن لتعلق ما بعده بما قبله، وإنما جوّز لأنه رأس آية يَخْتَلِفُونَ فِيهِ جائز كاذِبِينَ تامّ كُنْ فَيَكُونُ تقدّم الكلام عليه في سورة البقرة فِي الدُّنْيا حَسَنَةً حسن أَكْبَرُ جائز لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ تامّ، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف وجائز إن جعل ذلك نعتا للذين هاجروا يَتَوَكَّلُونَ تامّ نُوحِي إِلَيْهِمْ جائز، وكذا: