ومنزلتها فيه الأعضاء التي لا يعيش إلا بها فلم يعرف النبي صلّى الله عليه وسلّم عما ذا سألوه من أمر الروح عن قدمها أو حدوثها أو جوهر أو عرض، أو هي الإنسان الحي أو غيره أو بعضه؟ وقيل: أراد بالروح القرآن فنزلت الآية. قال ابن عباس: أرسلت قريش إلى اليهود يسألونهم في شأن محمد هل هو نبيّ أم لا؟ فقالوا: نجده في التوراة كما وصفتموه. وهذا زمانه ولكن اسألوه عن ثلاث: فإن أخبركم بخصلتين ولم يخبركم بالثالثة، فاعلموا أنه نبيّ فاتبعوه، سلوه عن أصحاب الكهف وذكروا لهم قصتهم. واسألوه عن ذي القرنين. فإنه كان ملكا، وكان من أمره كذا وكذا، واسألوه عن الروح. فإن أخبركم عن الثلاث فلا ندري ما هو. فسألته قريش عنها. فقال: ارجعوا غدا أخبركم ولم يقل إن شاء الله تعالى ففتر عنه الوحي ثلاثة أيام، وقيل: خمسة عشر يوما، ففرحت قريش ووجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في نفسه فنزل عليه وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ الآية.
وهذا تأديب من الله تعالى لنبيه حين سئل ووعدهم أن يجيبهم غدا ولم يستثن إِلَّا قَلِيلًا تامّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ جائز وَكِيلًا جائز، لكونه رأس آية ولجواز الوقف مدخل القوم، أي: ولكن رحمة من ربك غير مذهوب بالقرآن امتنانا من الله ببقائه محفوظا مِنْ رَبِّكَ كاف كَبِيراً تامّ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ليس بوقف لأن ما قبله قد قام مقام جواب لو فكأنه قال: لو كان بعضهم لبعض ظهيرا لا يأتون بمثله، ولا يأتون جواب القسم المحذوف، وقيل:
جواب الشرط، واعتذروا عن رفعه بأن الشرط ماض فهو كقوله:
وإن أتاه خليل يوم مسغبة | يقول لا غائب مالي ولا حرم |
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ مفهوم، وتقدّم نظيره في سورة البقرة إِلَّا قَلِيلًا كاف،