منصوب عطفا على ما قبله فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ حسن وقال العماني: لا يوقف من قوله: الجحيم إلى فتخبت له قلوبهم، إلا على سبيل التسامح لارتباط الكلام بعضه ببعض وذلك أن اللام في لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ لام كي، وهي متعلقة بما قبلها، واللام في وَلِيَعْلَمَ لام كي أيضا معطوفة على اللام الأولى. والمعنى أن الله قد أحكم آياته وأبطل وسوسة الشيطان بما ألقاه على لسان نبيه ليجعل رجوع النبيّ عما ألقاه الشيطان محنة واختبارا للمنافقين والقاسية قلوبهم، وليعلم المؤمنون أن القرآن حقّ لا يمازجه شيء إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تامّ، ومثله: عقيم، على استئناف ما بعده يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ حسن، وإن كان ما بعده متصلا بما قبله في المعنى لكونه بيانا للحكم فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ تامّ بِآياتِنا ليس بوقف، لأن ما بعد الفاء خبر لما قبلها، وإنما دخلت الفاء في خبر الذين لما تضمن المبتدأ معنى الشرط كما في قوله: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ أراد: من فرّ من الموت لقيه كقوله:
ومن هاب أسباب المنية يلقها | ولو رام أن يرقى السّماء بسلّم |
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ أتمّ منه مُسْتَقِيمٍ أتمّ منهما، فإن وقف على شِقاقٍ بَعِيدٍ جاز، لأنه رأس آية يَوْمٍ عَقِيمٍ حسن يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ كاف، وكذا: في جنات النعيم عَذابٌ مُهِينٌ تامّ رِزْقاً حَسَناً حسن،
وكذا: خير الرازقين يَرْضَوْنَهُ كاف لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ حسن، وكذا: لينصرنه الله، وغفور، و: