بالنداء، ومثله: لا تخف، وكذا: المرسلون لمن قرأ: ألا من بفتح الهمزة وتخفيف اللام حرف تنبيه، وهو أبو جعفر كما قال امرؤ القيس: [الطويل]

ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل
فعلى هذه القراءة يحسن الوقف على المرسلون، وليس بوقف لمن قرأ بأداة الاستثناء، لأنها لا يبتدأ بها، وبجواز الابتداء بها مدخل لقوم يجعلون إلا بمعنى لكن، والمعنى لكن من ظلم من غير المرسلين، ويجعلون الاستثناء منقطعا. وهذا مذهب الفراء، والنحويون لا يجوّزون ذلك بَعْدَ سُوءٍ ليس بوقف، لأن جواب من فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ورَحِيمٌ تامّ، للابتداء بعد بالأمر وَقَوْمِهِ كاف فاسِقِينَ تامّ مُبْصِرَةً ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت بعد مُبِينٌ تامّ، على استئناف ما بعده استيقنتها أنفسهم، وليس بوقف على أن في الآية تقديما وتأخيرا، والتقدير، وجحدوا بها ظلما وعلوّا واستيقنتها أنفسهم، والوقف على علوّا كاف الْمُفْسِدِينَ تامّ عِلْماً جائز الْمُؤْمِنِينَ كاف، ولا وقف من قوله: وورث سليمان داود إلى كل شيء، فلا يوقف على داود، ولا على منطق الطير للعطف في كل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كاف الْمُبِينُ تامّ يُوزَعُونَ كاف وادِ النَّمْلِ ليس بوقف، لأن قالت جواب حتى إذا، لأن حتى الداخلة على إذا ابتدائية، وكذا: لا يوقف على مساكنكم، لأن ما بعده جواب الأمر وَجُنُودُهُ تامّ، لأنه آخر كلام النملة. ثم قال تعالى: وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ أي: لا يشعرون أن سليمان يفقه
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
_
تَخَفْ كاف، وكذا: المرسلون، إن جعل إلا بمعنى لكن رَحِيمٌ كاف.
وقال أبو عمرو: تام وقَوْماً كاف فاسِقِينَ حسن سِحْرٌ مُبِينٌ كاف، وكذا: وعلوّا الْمُفْسِدِينَ تامّ عِلْماً صالح الْمُؤْمِنِينَ حسن مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كاف الْمُبِينُ تامّ يُوزَعُونَ كاف، وكذا: لا يشعرون


الصفحة التالية
Icon