كلامهم، وأوحى الله إلى سليمان: إنّ الله قد راد في ملكك أنه لا يتكلم أحد إلا حملت الريح كلامه فأخبرتك به: فسمع سليمان كلام النملة من ثلاثة أميال. ثم قال لها لم قلت: ادخلوا مساكنكم أخفت عليهم مني ظلما؟
فقالت لا ولكن خشيت أن يفتنوا بما يرون من ملكك فيشغلهم ذلك عن طاعة ربهم لا يَشْعُرُونَ كاف، ولا وقف من قوله: فتبسم إلى ترضاه، فلا يوقف على وَعَلى والِدَيَّ لأن أن الثانية معطوفة على أن الأولى تَرْضاهُ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله الصَّالِحِينَ حسن الْهُدْهُدَ جائز مِنَ الْغائِبِينَ كاف، على استئناف ما بعده، واللام في: لأعذبنه جواب قسم محذوف، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله، ورسموا أولا أذبحنه بزيادة ألف بعد لام ألف كما ترى، ولا تعرف زيادتها من جهة اللفظ، بل من جهة المعنى بِسُلْطانٍ مُبِينٍ كاف غَيْرَ بَعِيدٍ جائز بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ حسن بِنَبَإٍ يَقِينٍ تامّ على استئناف ما بعده وإلا كان جائزا لكونه رأس آية مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حسن. وقد أغرب بعضهم وزعم أن الوقف على عرش، ويبتدئ بعظيم وجدتها، وليس بشيء، لأنه جعل العبادة لغير الله عظيمة، وكان قياسه على هذا أن يقول عظيمة وجدتها، إذ المستعظم إنما هو سجودهم لغير الله. وأما عرشها فهو أذلّ وأحقر أن يصفه الله بالعظم، وفيه أيضا قطع نعت النكرة وهو قليل عَظِيمٌ حسن مِنْ دُونِ اللَّهِ جائز لا يَهْتَدُونَ تامّ على قراءة الكسائي ألا بفتح الهمزة وتخفيف اللام، وعلى قراءته بوقف على أعمالهم، وعلى يهتدون، ومن قرأ بتشديد ألا لا يقف على
أعمالهم، ولا على يهتدون،
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
الصَّالِحِينَ حسن الْهُدْهُدَ صالح، وكذا: من الغائبين، والمعنى إن كان من الغائبين بِسُلْطانٍ مُبِينٍ كاف غَيْرَ بَعِيدٍ صالح تُحِطْ بِهِ جائز يَقِينٍ حسن مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كاف عَظِيمٌ حسن مِنْ دُونِ اللَّهِ صالح لا يَهْتَدُونَ تامّ، لمن قرأ: ألا يسجدوا بالتخفيف، وجائز لمن قرأ: ألا يسجدوا بإدغام