وفصل أبو حيان حيث قال: والذي يظهر أن المقسم به شيئان، فإن جاء العطف بالواو أشعر بالتغاير، وإن جاء بالفاء دل على أنها لموصوف واحد كقوله: والعاديات ضبحا، فالموريات قدحا، فالمغيرات صبحا، فهي راجعة إلى العاديات، وهي الخيل، انظره في المرسلات، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في جواب القسم، والقسم الثاني في قوله: والسماء ذات الحبك، وجوابه: إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ومُخْتَلِفٍ ليس بوقف إن جعل يُؤْفَكُ في موضع جرّ صفة لقول، وإن جعل مستأنفا حسن الوقف على:
مختلف مَنْ أُفِكَ تامّ، على الوجهين ساهُونَ ليس بوقف، لأن يَسْئَلُونَ صفة الذين، وأيان يوم الدين مبتدأ وخبر. إن قيل: هما ظرفان، فكيف يقع أحد الظرفين في الآخر؟ أجيب بأنه على حذف مضاف، أي: أيان وقوع يوم الدين، قاله السمين يَوْمُ الدِّينِ كاف، لأن يوم مبتدأ، وهم خبره. وقيل: ليس بوقف لأن يوم في موضع رفع إلا أنه مبنيّ على الفتح، وهو بدل من قوله: يوم الدين، وقرأ ابن أبي عبلة يَوْمَ هُمْ (١) بالرفع، ويؤيد بالقول بالبدلية.
ورسموا يَوْمَ هُمْ (٢) كلمتين: يوم وحدها كلمة، وهم وحدها كلمة، فهما كلمتان كما ترى يُفْتَنُونَ كاف فِتْنَتَكُمْ حسن، لأن هذا مبتدأ، والذي خبره، أي: هذا العذاب تَسْتَعْجِلُونَ تامّ، للابتداء بإن وَعُيُونٍ ليس بوقف، لأن آخِذِينَ حال من الضمير في وَعُيُونٍ،
ـــــــــــــــــــــــــ
يفتنون، و: ذوقوا فتنتكم تَسْتَعْجِلُونَ تامّ رَبُّهُمْ كاف، وكذا: محسنين
(٢) قال العلماء: يستحب للقارئ أن يبين عند قراءته الفرق بين يومهم ويَوْمَ هُمْ وذلك في النطق ذلك إلا بالتلقي عن المشايخ، لأن كيفيتها من الكيفيات التي لا تعلم إلا بالمشافهة.