ولو قرئ (آخذون) بالرفع لساغ عربية، وذلك أن الظرف قد قام مقام الاستقرار والرفع على أنه خبر إن، ويكون الظرف ملغى. كقوله: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ. قاله العبادي ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ كاف، ومثله:
محسنين، وكذا: ما يهجعون. قيل: ما مصدرية. وقيل: نافية، فعلى أنها مصدرية فالوقف على: يهجعون. قيل: وفي الثاني على: قليلا، والتقدير على أنها مصدرية كان هجوعهم من الليل قليلا، وعلى أنها نافية كان عددهم قليلا ما يهجعون، أي: لا ينامون من الليل. قال يعقوب الحضرمي: اختلف في تفسيرها فقيل كانوا قليلا، أي: كان عددهم يسيرا، ثم ابتدأ فقال: من الليل ما يهجعون، وهذا فاسد، لأن الآية إنما تدلّ على قلة نومهم، لا على قلة عددهم. وقال السمين: نفي هجوعهم لا يظهر من حيث المعنى ولا من حيث الصناعة. أما الأول فلا بد أن يهجعوا ولا يتصوّر نفي هجوعهم. وأما الصناعة فلأن ما في حيز النفي لا يتقدم عليه، لأن «ما» لا يعمل ما بعدها فيما قبلها عند البصريين، تقول زيدا لم أضرب ولا تقول زيدا ما ضربت، هذا إن جعلتها نافية وإن جعلتها مصدرية صار التقدير، كان هجوعهم من الليل قليلا، ولا فائدة فيه، لأن غيرهم من سائر الناس بهذه المثابة يَسْتَغْفِرُونَ كاف، ومثله: والمحروم، وكذا: للموقنين وَفِي أَنْفُسِكُمْ أكفى منه تُبْصِرُونَ كاف، ومثله: توعدون، وقرأ ابن محيص وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ اسم فاعل، والله سبحانه وتعالى متعال عن الجهة، ولا يوقف على:
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قيل: ما مصدرية، أي: كان هجوعهم من الليل قليلا. وقيل: نافية، أي: كان عددهم قليلا ما يهجعون، أي: لا ينامون من الليل، فالوقف في الأول على: ما يهجعون، وفي الثاني على: قليلا، ثم على: ما يهجعون، وهما صالحان، والأحسن الوقف على: يستغفرون وَالْمَحْرُومِ كاف، وكذا:
للموقنين، والأحسن، وفي أنفسكم تُبْصِرُونَ كاف تُوعَدُونَ حسن


الصفحة التالية
Icon