محل الذين ثلاثة أوجه: الجرّ من ثلاثة وهو كونه صفة للمتقين أو بدلا من هم أو عطف بيان والنصب من وجه واحد وهو كونه مفعولا لفعل محذوف، والرفع من وجهين كونه خبرا لمبتدإ محذوف، أو مبتدأ والخبر ما ذكرناه فيما تقدم بِالْغَيْبِ، والصَّلاةَ جائزان: والأولى وصلهما لعطف يقيمون الصلاة على يؤمنون يُنْفِقُونَ تامّ: على استئناف ما بعده، وكاف إن جعل الذين الأوّل منصوبا على المدح أو مجرورا على الصفة أو مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أي هم المذكورون، فعلى هذه التقديرات الثلاث يكون، والذين يؤمنون مستأنفا جملة مستقلة من مبتدإ وخبر، ولا وقف من قوله وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ إلى يُوقِنُونَ فلا يوقف على أولئك لأن ما الثانية عطف على ما الأولى، ولا على من قبلك لأنها عطف على ما قبلها، ولا على الآخرة، لأن الباء من صلة يوقنون، وموضع بالآخرة نصب بالفعل بعدها وقدّم المجرور اعتناء به أو للفاصلة، وتقديم المفعول على الفعل يقطع النظم، وتقدير الكلام وهم يوقنون بالآخرة، وإن جعل الذين يؤمنون بالغيب مبتدأ، والخبر محذوفا تقديره هم المذكورون، والذين الثاني عطفا على الذين الأوّل جاز الوقف على من قبلك يُوقِنُونَ تامّ إن جعل أولئك مبتدأ خبره على هدى من ربهم، وليس بوقف إن جعل الذين يؤمنون بالغيب مبتدأ خبره أولئك على هدى للفصل بين المبتدإ والخبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ رَبِّهِمْ ليس بوقف منصوص عليه فلا يحسن تعمده، فإن وقف عليه واقف جاز. قاله العماني.
الْمُفْلِحُونَ تام: وجه تمامه أنه انقضاء صفة المتقين وانقطاعه عما بعده لفظا ومعنى، وذلك أعلى درجات التمام، وأولئك مبتدأ أوّل، وهم مبتدأ ثان،
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
عليه، فإن استؤنف الأول أو الثاني لم يجز الوقف على ذلك لما يلزم من الوقف على ما بين المبتدإ والخبر وهو: أولئك على هدى يُوقِنُونَ تامّ: وقال أبو عمرو كاف. هذا إن جعل أولئك مبتدأ، فإن جعل خبرا لم يحسن الوقف على ذلك إلا مع تجوّز مِنْ رَبِّهِمْ جائز الْمُفْلِحُونَ تامّ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ تامّ: إن جعلت التسوية خبر إنّ، وإن


الصفحة التالية
Icon