والمفلحون خبر الثاني والجملة خبر الأول، ويجوز أن يكون هم فصلا، والخبر المفلحون فيكون من قبيل الإخبار بالمفرد وهو أولى، إذ الأصل في الخبر الإفراد، ويجوز أن يكون بدلا من أولئك الثانية أو مبتدأ كما تقدم. هذا ما يتعلق بالوقوف، وأما ما يتعلق بالرسم العثماني، فقد اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الذال التي للإشارة في نحو ذلك، وذلكم حيث وقع، ومن لكنه، ولكن حيث وقع من أولئك وأولئك حيث وقع، ورسموا أولئك بزيادة واو قبل اللام قيل للفرق بينها وبين إليك جارا ومجرورا. قال أبو عمرو في المقنع: كمل ما في القرآن من ذكر الكتاب، وكتاب معرّفا ومنكرا فهو بغير ألف إلا أربعة مواضع فإنها كتبت بالألف أوّلها في الرعد لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ وفي الحجر: إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ، وهو الثاني فيها، وفي الكهف: مِنْ كِتابِ رَبِّكَ، وهو الثاني منها، وفي النمل: تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ، ورسموا الألف واوا في الصلاة والزكاة والحياة ومناة حيث وقعت لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به لحكم ذكروها علمها من علمها وجهلها من جهلها فلا يسأل عنها، ولذا قالوا: خطان لا يقاس عليهما خط المصحف الإمام وخط العروض، كما يأتي التنبيه على ذلك في محله. قال مجاهد: أربع آيات من أوّل البقرة في صفة المؤمنين، والمفلحون آخرها، وآيتان في نعت الكفار، وعظيم آخرهما، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية كلها متصل بعضها ببعض، وقدير آخرها إِنَّ حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، الذين: اسمها، وكفروا صلة وعائد، ولا يؤمنون خبر إنّ وما بينهما جملة معترضة بين اسم إن
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................

_
جعلتها جملة معترضة بين اسم إنّ وخبرها بجعل خبرها لا يؤمنون، فالوقف على لا يؤمنون تامّ وعلى أم لم تنذرهم ليس بحسن وبتقدير جعل جملة التسوية خبر إنّ يحتمل أن تكون جملة لا يؤمنون خبرا ثانيا وأن يتعلق به ختم يجعل ختم حالا: أي لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم، وأطلق أبو عمرو أن الوقف على لا يؤمنون كاف.


الصفحة التالية
Icon