كُلَّما وردت في القرآن على ثلاثة أقسام، قسم مقطوع اتفاقا من غير خلاف، وهو قوله تعالى: مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ. وقسم مختلف فيه، وهو كلما ردوا إلى الفتنة، وكلما دخلت أمة، وكلما جاء أمة رسولها، وكلما ألقى فيها فوج. وما هو موصول من غير خلاف، وهو كلما أضاء لهم مشوا فيه مَشَوْا فِيهِ ليس بوقف لمقابلة ما بعده له فلا يفصل بينهما قامُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف وأَبْصارَهُمْ كاف: للابتداء بإن قَدِيرٌ تام: باتفاق، لأنه آخر قصة المنافقين اعْبُدُوا رَبَّكُمُ كاف: إن جعل الذي مبتدأ وخبره الذي جعل لكم الأرض، أو خبر مبتدأ محذوف: أي هو الذي، وحسن إن نصب بمقدّر، وليس بوقف إن جعل نعتا لربكم، أو بدلا منه، أو عطف بيان خَلَقَكُمْ ليس بوقف، لأن والذين من قبلكم معطوف على الكاف، وإن جعل الذي جعل لكم الثاني منصوبا بتتقون كان الوقف على والذين من قبلكم حسنا وكان قوله: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ليس بوقف لفصله بين البدل والمبدل منه، وهما كالشيء الواحد ومن حيث كونه رأس آية يجوز الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ يحتمل الذي النصب والرفع، فالنصب من خمسة أوجه نصبه على القطع، أو نعت لربكم، أو بدل منه، أو مفعول تتقون، أو نعت النعت: أي الموصول الأول، والرفع من وجهين: أحدهما: أنه خبر مبتدأ محذوف: أي هو الذي، أو مبتدأ خبره فلا تجعلوا، فإن جعل الذي جعل لكم
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
قَدِيرٌ تامّ. قال مجاهد: أربع آيات أوّل البقرة في نعت المؤمنين: يعني إلى المفلحون، وآيتان في نعت الكافرين: يعني إلى عذاب عظيم، وثلاث عشرة آية في نعت المنافقين:
يعني إلى قدير، فهذه الوقوف الثلاثة هي أعلى درجات التامّ، لأنها آخر الآيات والقصص تَتَّقُونَ صالح، لأنه آخر آية، وليس بحسن، لأن ما بعده بدل من الذي خلقكم. وقال أبو عمرو حسن وَالسَّماءَ بِناءً صالح عند بعضهم، وأباه آخرون، وهو الأجود، لأن ما بعده إلى قوله: رزقا لكم: من تمام صلة الذي من قوله: الذي جعل لكم ولا يفصل بين الصلة والموصول. وقال أبو عمرو: الوقف عليه كاف رِزْقاً لَكُمْ صالح، وليس بحسن