قيل لما وصفت الجنات ما حالهما؟ فقيل كلما رزقوا. قالوا: فليس لها محل من الإعراب، وقيل محلها رفع: أي هي كلما. وقيل محلها نصب على الحال وصاحبها إما الذين آمنوا، وإما جنات، وجاز ذلك، وإن كانت نكرة، لأنها تخصصت بالصفة، وعلى هذين تكون حالا مقدّرة، لأن وقت البشارة بالجنات لم يكونوا مرزوقين ذلك، وقيل صفة لجنات أيضا، وعلى كون الجملة حالا أو صفة لا يكون حسنا رِزْقاً ليس بوقف، لأن قالوا جواب كلما مِنْ قَبْلُ جائز مُتَشابِهاً قال أبو عمرو: كاف، ومثله مطهرة إن جعل ما بعده مستأنفا خالِدُونَ تامّ. وكتبوا كلما هنا، وكلما أضاء لهم متصلة، وحذفوا الألف التي بعد النون من جنت، والألف التي بعد الهاء من الأنهر، والألف التي بعد الشين من متشبها، والألف التي بعد الخاء من خلدون كما ترى مَثَلًا ما يبني الوقف على ما، وعدمه على اختلاف القراء والمعربين لما، وبعوضة قرئ بعوضة بالرفع والنصب والجرّ فنصبها من سبعة أوجه: كونها منصوبة بفعل محذوف تقديره أعني بعوضة، أو صفة لما، أو عطف بيان لمثلا، أو بدلا منه أو مفعولا بيضرب، ومثلا حال تقدمت عليها أو مفعولا ثانيا ليضرب، أو منصوبة على إسقاط بين، والتقدير ما بين بعوضة، فلما حذفت بين أعربت بعوضة كإعرابها، أنشد الفراء: [البسيط]

يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم ولا حبال محبّ واصل يصل
أراد ما بين قرن إلى قدم وعليه لا يصلح الوقف على ما لأنه جعل إعراب بين فيما بعدها ليعلم أن معناها مراد فبعوضة في صلة ما ورفعها أي بعوضة من ثلاثة أوجه كونها خبرا لمبتدإ محذوف: أي ما هي بعوضة أو أن ما استفهامية وبعوضة خبرها: أي أيّ شيء بعوضة أو المبتدأ محذوف أي هو بعوضة، وجرها
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
_
ما جائز وليس بحسن، فمثلا مفعول يضرب وما صفة لمثلا زادت النكرة شياعا، وبعوضة بدل من ما فَما فَوْقَها تامّ. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ مِنْ رَبِّهِمْ صالح


الصفحة التالية
Icon