عطف بيان، والنصب من وجه واحد، وهو كونه مفعولا لفعل محذوف، والرفع من وجهين كونه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ، والخبر جملة أولئك هم الخاسرون، فإن رفع بالابتداء كان الوقف على الفاسقين تامّا لعدم تعلق ما بعده بما قبله لا لفظا ولا معنى، وإن رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين كان كافيا، وإن نصب بتقدير أعني كان حسنا، وليس بوقف إن نصب صفة للفاسقين أو بدلا منهم أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِيثاقِهِ جائز: لعطف الجملتين المتفقتين فِي الْأَرْضِ صالح: إن لم
يجعل أولئك خبر الذين، وإن جعل خبرا عن الذين لم يوقف عليه لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره الْخاسِرُونَ تام كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ليس بوقف لأن بعده واو الحال، فكأنه قال كيف تكفرون بالله والحال أنكم تقرون أن الله خالقكم ورازقكم فَأَحْياكُمْ كاف: عند أبي حاتم على أن ما بعده مستأنف وبخهم بما يعرفونه ويقرون به، وذلك أنهم كانوا يقرون بأنهم كانوا أمواتا إذا كانوا نطفا في أصلاب آبائهم ثم أحيوا من النطف ولم يكونوا يعترفون بالحياة بعد الموت. فقال تعالى موبخا لهم: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثم ابتدأ فقال: ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وقيل ثم يميتكم ليس مستأنفا، وقال أبو حاتم: مستأنف وإن ثم لترتيب الأخبار: أي ثم هو يميتكم وإذا كان كذلك كان ما بعدها مستأنفا. قال الحلبي على الأزهرية: إذا دخلت ثم على الجمل لا تفيد الترتيب، وقد خطأ ابن الأنباري أبا حاتم، واعترض عليه اعتراضا لا يلزمه، ونقل عنه أن الوقف على قوله فأحياكم فأخطأ في الحكاية عنه ولم يفهم عن الرجل ما قاله، وقوله إن القوم لم يكونوا
ـــــــــــــــــــــــــ
..................................
بعضهم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ كاف تُرْجَعُونَ تامّ جَمِيعاً مفهوم، وقيل حسن. وقال أبو عمرو: كاف سَبْعَ سَماواتٍ تامّ، وكذا عليم خَلِيفَةً قيل تامّ وردّ بأن ما بعده