وقال تعالى:
وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (سورة النحل الآية ٤٤) ولهذا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم «الا أنى أوتيت القرآن ومثله معه» يعنى السنة.
والسنة أيضا تنزل عليه بالوحى كما ينزل القرآن، الا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن.
٣ - فإذا لم نجد التفسير فى القرآن ولا فى السنة رجعنا فى ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم ادرى بذلك لما شاهدوا من القرائن والأحوال التى اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين والأئمة المبتدين المبدين، وعبد الله بن مسعود- رضى الله عنهم- والحبر البحر عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلم وترجمان القرآن.
٤ - وإذا لم تجد التفسير فى القرآن ولا فى السنة ولا وجدته عند الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة فى ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبر فإنه كان آية فى التفسير، وكسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء ابن ابى رباح والحسن البصرى ومسروق بن الاجدع، وسعيد بن المسيب وابى العالية والربيع بن انس والضحاك بن مزاحم وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم فتذكر أقوالهم فى الآية.
وهؤلاء فيما يرى ابن كثير يقع فى آرائهم اختلاف، ولكن ابن كثير ينظر إلى آرائهم نظرة تشبه القداسة ويقول فى ذلك حرفيا: فيقع فى عبارتهم تباين فى الألفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافا فيحكيها أقوالا- أى يحكيها آراء متباينة مختلفة.. والكل بمعنى واحد فى أكثر الأماكن فيتفطن اللبيب لذلك.