خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (سورة الفرقان: ٧٥ و ٧٦) الغرفة: العلية، وكل بناء عال فهو غرفة، وقد ذكرت الغرفة واحدة والمراد الغرفات، لدلالة الواحدة على الجنس بدليل قوله سبحانه:
وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (سورة سبأ: ٨٧) وقوله: لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ (سورة الزمر: ٢٠) والمراد بها الدرجات العالية فى الجنة والتحية: الدعاء بالتعمير، والسلام: الدعاء بالسلامة.
بين الله سبحانه انه اعد لعباده الموصوفين بالصفات السابقة جميعها جزاء على صالح اعمالهم هو الدرجات العالية فى الجنة، وفيها تتلقاهم الملائكة بالتحية والسلام فيدعون لهم بالتعمير والخلود، ويدعون لهم بالسلامة، هذه الدرجات استحقها هؤلاء بصبرهم على الطاعات وعلى ترك الشهوات، وعلى اذى الكفار ومجاهدتهم، وعلى الفقر والمصائب، وغير ذلك مما يعرض للمؤمن من المكروه، وهذا دليل على ان المؤمنين يستحقون الجنة باعمالهم، وهذا الاستحقاق بوعد الله سبحانه، وهو صاحب الفضل فى وعد عباده بالجنة وبهذا الوعد استحقت الجنة.
يقول تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (سورة الحديد: ١١) القرض: ما يدفع من المال على شرط رده، واذا وصف الله بالكرم فمعناه احسانه وانعامه الظاهران.
واذا وصف الانسان بالكرم فهو اسم للافعال والاخلاق المحمودة التى تظهر عليه، ولا يقال هو كريم حتى يظهر ذلك منه، وكل شىء شرف فى بابه يقال له كريم.