وهذه النقول وأمثالها لا تخرج عن كونها نقاط اتفاق بعيدة عن التأويل الاعتزالى ومراميه.
ففي قوله تعالى: ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ...... الآية توضيح لمعنى السؤال وإجابته، وفى قوله تعالى: يُخادِعُونَ اللَّهَ...... الآية توضيح لمعنى" يخادعون" وتصوير حال المخالفين ومعاملة المؤمنين لهم، وفى قوله تعالى:
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ..... تفسير لما ذكرته الآية من أحوال المشرك بالله وتوزع أنواع المهالك له.
والنقول الأخرى لا تتعدى كونها توضيحا لمعنى قول أو كلمة أو جملة أو دلالة لفظة ووزنها واعتبار فصاحتها.
وأياما كان الأمر فإن هذه النقول التى اعتبرت من نقاط الالتقاء أو الاتفاق تتصل بنحو أو بآخر بعلوم اللغة والأعراب والبيان والمعانى، وهى من العلوم التى برع فيها صاحب الكشاف، ولفتت أنظار العلماء إليه، وزادوا فى إعجابهم به، وابن عاشور حين استعان بأقوال الكشاف فيما يتصل بعلوم التفسير كان من هؤلاء العلماء الذين أعجبوا به، ولكنه إعجاب منوط بشروط لا يتجاوزها.
ففي قوله تعالى:
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ* إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ* وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ* تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (١).

- انظر أمثلة أخرى: ج ١ ص ١١٨، ج ١٩ ص ٩١.
ج ١٩ ص ٢٣٠، ج ٣ ص ٣٢٤.
ج ٢٥ ص ٥١، ج ٢٧ ص ٣٤٦.
(١) سورة القيامة: الآية ٢٢ - ٢٥.


الصفحة التالية
Icon