(وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (٤٢) قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) (١).
فكيف يغرق ابن نوح، وينجو بطل هذه القصة الخرافية وهو عوج بن عوق؟!
ثم من قام بحساب طوله هذا (٣٠٠٠ ذراع)؟!
علما أن هذا يخالف الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وفيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعا، ثم لم يزل الخلق ينقص حتى الآن».
ورحم الله ابن كثير، فقد ردّ على أمثال هذه الخرافات والبدع ردا قويا، واعتبرها كذبا وافتراء (٢).
٦ - خرافات في بعض القصص المتعلقة بالأنبياء عليهم السلام:
مثال ذلك ما أورده البغوي وابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (٣).
قال ابن جرير: بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم، وكفروا، وكانوا اثني عشر سبطا، تبرأ سبط منهم مما صنعوا، واعتذروا وسألوا الله أن يفرق بينهم وبينهم، ففتح الله لهم نفقا في الأرض، فساروا، حتى خرجوا من وراء الصين، فهم هنالك حنفاء مسلمون، يستقبلون قبلتنا!! (٤).
وقال البغوي: هم قوم خلف الصين بأقصى الشرق على نهر مجرى

(١) هود: ٤٢ - ٤٣.
(٢) للتوسع يراجع تفسير القرآن العظيم: ٣/ ١١٥.
(٣) الأعراف: ١٥٩.
(٤) تفسير الطبري: ٨/ ١٨٩.


الصفحة التالية
Icon