الوقف والابتداء
[مقدمة]
علم الوقف والابتداء هو علم بالقواعد التي يعرف بها محال الوقف ومحال الابتداء في القرآن الكريم ما يصح منها وما لا يصح..
فائدته: صون النص القرآني من أن تنسب فيه كلمة إلى غير جملتها.
ويعد علم الوقف والابتداء من أهم العلوم التي يجدر بالقارئ أن يوليها شديد العناية والاهتمام. وقد اشترط كثير من أئمة الخلف علي المجيز ألا يجيز أحدا إلا بعد معرفة الوقف والابتداء حتى أن بعضهم جعل تعلم الوقف واجبا.
وقد ذكر ابن الجزري في النشر عن على بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه أنه سئل عن معنى الترتيل في قوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا) فقال: «هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف» وهذا دليل على وجوب تعلمه ومعرفته وقد جاء في رواية أخرجها أبو جعفر النحاس (١) أن خطيبا خطب بين يدي الرسول ﷺ فقال: «من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما» ثم وقف على (يعصهما) فغضب رسول الله ﷺ وقال: «بئس خطيب القوم أنت قل: (ومن يعص الله ورسوله فقد غوى) وقد كان هذا الوقف القبيح سببا لكراهة النبي ﷺ له واستنكاره. إذ جمع الخطيب بوقفه هذا بين حال من أطاع ومن عصى، ولم يفصل بينهما فقد كان ينبغي له أن يقف على قوله (فقد رشد) ثم يستأنف ما بعد ذلك، أو يصل كلامه إلى آخره فيقول (ومن يعصهما فقد غوى). علاوة على جمعه الله تعالى ورسوله بقوله: (يعصهما) وكان الأحرى به أن يقول:
(ومن يعص الله ورسوله فقد غوى).

(١) أخرج الحديث ابن الجزري بإسناده في كتابه «التمهيد في علم التجويد»، صحابة، ص ٨٥.


الصفحة التالية
Icon