وافتتح كتابه بالحمد تأسيا بما هو متعلق به وهو القرآن، ولما أخرجه (١) أبو داود من حديث أبى هريرة (٢) - رضى الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: «كلّ أمر ذى بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم» (٣) ويروى: [«كلّ كلام»] (٤)، ويروى: «بذكر الله» ويروى: «فهو أقطع» وهى مفسرة (٥) ل «أجذم» (٦)، أى: مقطوع عن الخير والبركة.
وفى هذا البيت من أنواع البديع: براعة الاستهلال.
ولما افتتح بالحمد ثنّى بالصلاة على النبى (٧) ﷺ فقال:
ص:
ثمّ الصّلاة والسّلام السّرمدى | على النّبىّ المصطفى محمّد |
(١) فى ز: خرجه.
(٢) هو عبد الرحمن بن صخر. من قبيلة دوس وقيل فى اسمه غير ذلك. صحابى. رواية الإسلام. أكثر الصحابة رواية. أسلم ٧ هـ وهاجر إلى المدينة. ولزم صحبة النبى صلى الله عليه وسلم. فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث. ولاه أمير المؤمنين عمر البحرين، ثم عزله للين عريكته. وولى المدينة سنوات فى خلافة بنى أمية.
ينظر: الأعلام للزركلى (٤/ ٨٠)، و «أبو هريرة» لعبد المنعم صالح العلى.
(٣) أخرجه أحمد (٢/ ٣٥٩) وأبو داود (٢/ ٦٧٧) كتاب الأدب باب الهدى فى الكلام (٤٨٤٠) وابن ماجة (٣/ ٣٣٧) كتاب النكاح باب خطبة النكاح (١٨٩٤) واختلف فى وصله وإرساله فرجح النسائى والدار قطنى الإرسال قاله الحافظ فى التلخيص (٣/ ٣١٥).
(٤) سقط فى ص.
(٥) فى د: وهو مفسر.
(٦) فى ص: الأجذم.
(٧) فى ص: رسول الله.
(٨) سقط فى م. وذكر اللغويون ل «ثم» خمسة معان:
أحدها: التشريك فى الحكم مع الترتيب والمهلة نحو: جاء زيد ثم عمرو. وهى موضوعة لهذه الثلاثة المعانى وفى كل منها خلاف.
الثانى: التشريك والترتيب مع تخلف المهلة فتكون كالفاء الناسقة، ذكره الفراء، قال الشاعر:
لأن الهز متى جرى فى الأنابيب يعقبه الاضطراب ولم يتراخ عنه.
الثالث: التشريك مع تخلف الترتيب الذى هو أصل وضعها فيكون معناها كمعنى الواو، زعمه قوم كالفراء والأخفش، واحتجوا بقول الله سبحانه: خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها [الزمر: ٦]، وقوله تعالى: وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ [السجدة: ٧ - ٩]، وقوله تعالى: ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ [الأنعام: ١٥٣ - ١٥٤]، وقوله تعالى: فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ [يونس: ٤٦] وقوله تعالى: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ [القيامة: ١٩] وقوله تعالى: خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلًا [الأنعام: ٢] وقال الشاعر:
سألت ربيعة: من خيرها... أبا ثم أمّا؟ فقالت: لمه
(٢) هو عبد الرحمن بن صخر. من قبيلة دوس وقيل فى اسمه غير ذلك. صحابى. رواية الإسلام. أكثر الصحابة رواية. أسلم ٧ هـ وهاجر إلى المدينة. ولزم صحبة النبى صلى الله عليه وسلم. فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث. ولاه أمير المؤمنين عمر البحرين، ثم عزله للين عريكته. وولى المدينة سنوات فى خلافة بنى أمية.
ينظر: الأعلام للزركلى (٤/ ٨٠)، و «أبو هريرة» لعبد المنعم صالح العلى.
(٣) أخرجه أحمد (٢/ ٣٥٩) وأبو داود (٢/ ٦٧٧) كتاب الأدب باب الهدى فى الكلام (٤٨٤٠) وابن ماجة (٣/ ٣٣٧) كتاب النكاح باب خطبة النكاح (١٨٩٤) واختلف فى وصله وإرساله فرجح النسائى والدار قطنى الإرسال قاله الحافظ فى التلخيص (٣/ ٣١٥).
(٤) سقط فى ص.
(٥) فى د: وهو مفسر.
(٦) فى ص: الأجذم.
(٧) فى ص: رسول الله.
(٨) سقط فى م. وذكر اللغويون ل «ثم» خمسة معان:
أحدها: التشريك فى الحكم مع الترتيب والمهلة نحو: جاء زيد ثم عمرو. وهى موضوعة لهذه الثلاثة المعانى وفى كل منها خلاف.
الثانى: التشريك والترتيب مع تخلف المهلة فتكون كالفاء الناسقة، ذكره الفراء، قال الشاعر:
كهزّ الردينى تحت العجاج | جرى فى الأنابيب ثم اضطرب |
الثالث: التشريك مع تخلف الترتيب الذى هو أصل وضعها فيكون معناها كمعنى الواو، زعمه قوم كالفراء والأخفش، واحتجوا بقول الله سبحانه: خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها [الزمر: ٦]، وقوله تعالى: وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ [السجدة: ٧ - ٩]، وقوله تعالى: ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ [الأنعام: ١٥٣ - ١٥٤]، وقوله تعالى: فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ [يونس: ٤٦] وقوله تعالى: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ [القيامة: ١٩] وقوله تعالى: خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلًا [الأنعام: ٢] وقال الشاعر:
سألت ربيعة: من خيرها... أبا ثم أمّا؟ فقالت: لمه