ووردت بالجر عطفاً على امسحوا. مما سبب الاختلاف بين مذاهب المسلمين في جواز مسح الرجلين وعدم جوازه ولكل جماعة أدلتها من أحاديث الرسول.
فالقراءات لها دخل في اختلاف الأئمة. وقد أوصيت أحد تلاميذ جامع البنية ببغداد بأن يجعل هذا الموضوع لنيل درجة الماجستير وقد ذكر هذا في أكثر من موضع في رسالته - شكر الله له.
ماذا يفعل أئمتنا وللقرآن دخل في اختلاف الأئمة؟ والمسألة التي فيها أكثر من رأى أرحم من الرأي الواحد.
واللغة العربية التي نزل بها القرآن فيها الحقيقة والمجاز. مع محاولة بعض العلماء أن ينكر وجود المجاز ولكنه إذا اضطر أوّل - وكلمة واحدة في القرآن تثبت هذا. كلمة (السدّ) وردت في القرآن حقيقة لغوية في سورة الكهف
[فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سراً]
ووردت مجازا في سورة يس [وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً]
ومن الخلافات الفقهية بسبب (الحقيقة والمجاز) ما ذهب إليه الأحناف في قوله تعالى في عقاب الخارج على الجماعة: [أو ينفوا من الأرض] سورة المائدة
ذهب الأصناف إلى أن النفي من الأرض كناية عن السجن.
لأن الحاكم إذا أخرجه إلى بلد من بلاد الكفر فقد أعطاه حرية أن يرتدّ عن الإسلام وأن فسرها بقتله ففي الآية تكرار لأنها ذكرت القتل كعقوبة من عقوباتها، وذكرت النفي من الأرض فلا بد من المغايرة بينهما أي بين أن يقتلوا وأن ينفوا من الأرض.
ففهم الأحناف أن النفي من الأرض كناية عن السجن لمن خرج على الإمام والجماعة. فالحقيقة والمجاز قضية لغوية، ولها دخل في اختلاف الأئمة.
ومع أن القرآن لا يشك عاقل أنه عربيّ إلا أن الله ذكر أكثر من عشر مرات ما يؤكد أنه عربي. فلا بد من فهمه فهماً عربياً.
ومن سماحة الإسلام تعدّد فهم الناس لمعنى (أمر الله) في القرآن.


الصفحة التالية
Icon