آيات معدودات في القرآن لا يجوز فيها اجتهاد العلماء، وتأخذ حكم الاعتقاد، فيكفر منكرها. أمّا بقيّت آيات القرآن فاجتهادية النصّ، من هنا اتسعت معاني القرآن فوسعت مشكلات الأمم ذات الحضارات المتباينة. وقد كتبت فصلاً عن هذا الجانب من الآيات في كتابي (شريعة الله يا ولدى) فلا داعي للإعادة.
زميل من السودان الشقيق.
كنّا نودّ أن نحصل على مقعد في الجامعة لنحقق بعض آمالنا. وفوجئنا بزميل من السودان الشقيق يزيد عمره على الستين. عشنا سنوات الدراسة أبناء له. نحترم حرصه على العلم، وكبر سنه.
وعند احتفالنا بيوم الوداع سألته ماذا جنيت من السنوات الأربع والغُربة؟ فقال: دخلت كلية أصول الدين وأنا اعتقد أن الحق ما يقوله شيخي ومذهبي. وأنا اليوم أرجع إلى السودان وأنا اعتقد أن الحق ما يصحبه الدليل الأقوى.
فقلت له: لمثل هذا فليعمل العاملون) الصافات ٦١
الأنبياء اجتهدوا واختلفوا..
كتبت في هذه السلسلة مقالاً تحت هذا العنوان قلت فيه: إن الله إذا بعث نبيين في بلد واحد وزمن واحد اختلفا. وأكبر مثال لهذا هو اختلاف هارون وموسى - عليهما السلام في أمر بني إسرائيل عندما عبدوا العجل.
إنه ليس اختلافاً في (القنوت) في صلاة الصبح، ولا في لمس المرأة ينقض الوضوء أولاً. إنه اختلاف بين نبيين مرسلين في مسألة عبادة أمّة أو أكثرها
للعجل خلاف في شيء كبير.
ومع ذلك خاف هارون أن يتخذ قراراً يفرق كلمة الأمّة، وانتظر موسى (إنّى خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي) طه ٩٤
إلى هذه الدرجة حرص هارون على وحدة الكلمة. وإلى هذه الدرجة يختلف الأنبياء. فكيف لا يختلف الأئمة؟
كتبت فصلاً كبيراً في كتابي (شريعة الله يا ولدى) عن حرص الأئمة رضي الله عنهم - على عدم الفرقة بسبب الاختلافات الفقية.