ووصفت رابعة العدوية من يعبد الله للوصول للجنة أو خوفا من النار بأنه (أجير سوء). فقالت ما عبدته خوفا من ناره ولا طمعا في جنته. فأكون كأجير السوء، بل عبدته حبّا له وشوقا إليه. [أحياء علوم الدين ص٤/ ٣١٠]
ووصفه الإمام الغزالي بالبله الذين يعملون لبطونهم وفروجهم في الجنة.
وقد ردّ على هذا الفكر الأستاذ الدكتور عمر سليمان الأشقر بأن القرآن امتدح من عبد الله خائفين راجين.
(أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب يرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربّك كان محذورا) [الإسراء ٥٧]
وفي التحذير من النار (ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنم إنّ عذابها كان غراما) أي ملازما كما يلازم الغريم غريمه
وفي كل مجتمع وفكر من يبالغ فيتجاوز الإعتدال فمن المسلمين من يبالغ في رفض إعطاء القائم بالعمل الصالح أجرا على عمله، كالإمامة، وتحفيظ القرآن وأمثالها في موضوعنا كقبول الهدية من الذي أقرضته قرضا حسنا لم يشترطها في العقد.
وفي مقابل هؤلاء من يبالغ في تعريف الإخلاص حتى يحكم على من عمل صالحا من أجل الجنة أو الخوف من النار بأنه ليس مخلصا، وليس هذا مجال أنهم يريدون رؤية الله، ومعلوم أن الجنة مجال لرؤيته سبحانه فسوف يكشف الله الحجاب فينظرون إليه فما أعطاهم شيئا أحبّ إليهم من النظر إليه "رواه مسلم"
ولا عذّب أهل النار بشئ كحرمانهم من رؤيته (كلا إنهم عن ربّهم يومئذ لمحجوبون) [المطففين ١٥]
ورضي الله عن الوسيطة في كل شئ وجعلها صفة هذه الأمة.
المقدمة الرابعة:
من كلام علماء الفقه الإسلامي عبارة انتشرت بين الناس هي قولهم: كلّ قرض جرّ نفعا فهو ربا.
والأصل في اللغة العربية أنها لغة الإيجاز بالحذف إذا فهم المعنى من الكلام المذكور.