المشهد الأخير لبنى إسرائيل...
شغلت القصة القرآنية في موضوع بنى إسرائيل مساحة واسعة. وتكرر الحديث عنها يكمل بعضه بعضاً ويفسره. لأن تقديم لقطة واحدة لصورة معينة يصعب تكاملها. والذي يشغلني هو المشهد الأخير من القصة لأنه هو الذي يبقى طويلا في الذاكرة.
وآخر مشهد لبنى إسرائيل هو التيه في الأرض أربعين سنة كما جاء في سورة المائدة. وهذا آخر مشهد " قال فإنها محرمة عليهم. أربعين سنة تيهون في الأرض " سورة المائدة ٢٦
وأسدل الستار على قصة بنى إسرائيل وهم في التيه. لتبقى صورتهم إلى يوم القيامة وهم في التيه.
وتبقى ملكة سبأ في أذهان المسلمين وهي مسلمة لله رب العالمين. وتبقى صورة امرأة العزيز وهي تعلن (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) وإلى يوم القيامة يقف سيدنا إبراهيم يؤذن في الناس بالحج وهو آخر ما نزل من القصة القرآنية
اختلاف الأئمة بل اختلاف الأنبياء
للشيخ محمود غريب
واختلاف الأئمة عمل مشروع لأن طبيعة اللغة العربية، وطرق فهم القرآن، وطرق وصول الحديث تسبب هذا. وقد اختلف الخلفاء الراشدون حتى بين يدي النبي - ﷺ - وبعده.
وسبق أن قلت: لو أرسل الله نبيين في بلد واحد، وعصر واحد، فسوف يختلفوا، فقد اختلف الخليل إبراهيم اختلف الخليل إبراهيم وسيدنا لوط _عليها السلام _ في طريقة الكرم التي عبّر بها كل نبي منهما في إكرام ضيوف الرحمن من الملائكة.
* الخليل إبراهيم " فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين. فقربه إليهم قال: ألا تأكلون " سورة الذريات ٢٥
* ولوط - عليهما السلام - قال القرآن عن مقابلتهم " ولما جاءت رسلنا لوطاً سيىء بهم وضاق بهم ذرعا وقال: هذا يوم عصيب " سورة هود ٧٧
فكان كلاهما في غاية الكرم مع ضيف الله.
ألم يقف لوط أمام قومه معاديا من أجل ضيوفه؟