﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾
قال تعالى:
﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا﴾.
وهذه آيةٌ أخرى يعتمد عليها بعض المسلمين، ويجعلونها حجةً ودليلاً ومستنداً لهم، على تقصيرهم في أداء الواجبات والتزام الأوامر وترك المحظورات. إذ أنها تبيح لهم ذلك. وتجعلهم في منأى عن المسؤولية والعقاب جزاء هذا التقصير والتفريط.
إن معناها عند هؤلاء: إن الإنسان ليس مكلفاً بالإسلام كله، والشريعة كاملة، وليس مطالَباً بأن يلتزم بالواجبات كلها، ويترك المحظورات جميعها.
ولكن الآية تبيح له -بل تَشْرع وتُجَوِّز- أن يأخذ من الإسلام والشريعة ما يدخل ضمن وسعه وطوقه وقدرته. مهما كانت درجة الوسع والطوق والقدرة، حتى لو كانت في أدنى مستوياتها وأضعف حالاتها.
الواجبات التي أمرنا الله بها يتناولها هؤلاء على هذا الأساس، ويتعاملون معها على هذه القاعدهّ. فما كان يقدر عليه منها يفعله، وما ضعفت همَّته وإرادته ونفسه عنه تركه، و ﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾.
وهذه الواجبات ليس مطالَباً بها دائماً، بل يختلف هذا باختلاف ظرفه


الصفحة التالية
Icon