١ - إنها تأمر المسلمين بالإنفاق في سبيل الله، ونفهم من الإنفاق شموله لكل صوره ونماذجه وأفراده، فهو يشمل إنفاق المال في سبيل الله، وفي الدعوة إلى الله، والجهاد في سبيل الله، وتجهيز الغزاة والمجاهدين، وإعداد العدَّة، وحشد الإمكانيات.
كما أنه يشمل إنفاق النفس في سبيل الله، بأن يوقِفَ نفسه على الدعوة الى الله، والجهاد في سبيله، ونصرة دينه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهر بالحق والصدع بالأمر بجرأة وشجاعة وثبات. ولا يبخل عن أن يبذل نفسه في سبيل ربِّه ونصرة لدينه، ولو أوصله إلى الموت والاستشهاد في سبيل الله:

تَهونُ عَلَيْنا في المَعالي نُفوسُنا وَمَنْ يَطْلبِ الحَسْناءَ لَمْ يُغْلِهِ المَهْرُ
إنه يطلب الجنة، ويخطب الحور العين فيها، وإن هذا المهر يتمثل في إنفاق النفس والمال في سبيل الله، فيبذلهما راضياً، ويدفع المهر للحصول على المراد.
والإنفاق يشمل إنفاق الأوقات كلها في سبيل الله، فيوظِّف عمره بسنواته وشهوره وأيامه وساعاته ولحظاته، لنصرة دينه والدعوة إليه، فلا يبخل بوقته، ولا يَضِنَّ بساعاته.
كذلك ينفق الأفكار والمشاعر في سبيل الله، فيوظِّف فكره وخياله وشعوره وأحاسيسه وخطراته وتأملاته، في فتح مجالاتٍ جديدةٍ للدعوة، وتقديم الحق للناس.
وينفق أهدافه وآماله ومخطَّطاته ومشاريعه في سبيل الله، فيجعلها " وقفاً " على دعوته، يعيش بها ولها، ويتحرك من خلالها.
٢ - وجوب توفر الإخلاص والنية الصادقة وابتغاء وجه الله، في كل ما ينفقه من مال أو جهد أو وقت أو فكر أو نفس، حتى ينال القبول عند الله، وحتى يحقق الأثر المرجو في واقع الحياة.


الصفحة التالية
Icon