تفسير قوله تعالى: (يومئذٍ يوفيهم الله دينهم الحق)
قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ [النور: ٢٥].
يومئذ: أي: يوم حسابهم، يوم شهادة ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم عليهم.
﴿يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ﴾ [النور: ٢٥] أي: يحاسبهم بالوفاء والتمام والكمال، فإن كانت حسنة حفظها لهم، وإن كانت سيئة حفظها لهم وقد يغفرها.
لكن هؤلاء الذين يقذفون أمهات المؤمنين ويؤذون رسول الله في عرضه وفي كرامته وشرفه، لا مغفرة لهم، بل يعذبون.
قوله: ﴿دِينَهُمُ الْحَقَّ﴾ [النور: ٢٥].
حسابهم، فالدين هنا: الحساب، أي: حسابهم الحق الذي لا ظلم فيه ولا جور، إن كان لهم خير حُسِبَ لهم، وإن كان لهم شر حسب لهم، ويغفر الله ما دون الشرك.
وفي هذه الآية يتوعد الله من يقذف أمهات المؤمنين بعد أن صدر عنهم ما صدر، فقد استعظم الله ذلك جداً واستفظعه، وقال عنه: ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾ [النور: ١٥].
فقوله: ﴿يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الحق﴾ [النور: ٢٥] أي: حسابهم الذي لا باطل فيها ولا ظلم ولا جور، يحاسبهم بما قدموا بالوفاء والكمال والتمام حساباً حقاً، لا ريب فيه ولا ميل ولا شك ولا زيف.
قوله: ﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ [النور: ٢٥] أي: يعلم هؤلاء المتشككون من المنافقين، وقد فسر البعض هذه الآية أنها خاصة بالقذفة المنافقين وحدهم، وإلا فالتوبة بابها مفتوح عموماً، حتى الكافر إذا تاب ثم أصلح بعد ذلك تاب الله عليه، فقالوا: هذه الآية في المنافقين الذين ماتوا على ذلك، وقذفوا عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، كـ عبد الله بن أبي بن سلول ومن آزره وقال بقوله، فهؤلاء يعلمون أن الله هو الحق، ولا يأتي ولا ينطق إلا بالحق، وما كانت شريعته إلا حقاً، وما كان رسوله إلى الناس إلا حقاً أتى بالحق ونطق به، جل ربنا وصلى على نبينا.