تفسير قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع)
قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ﴾ [النور: ٣٦ - ٣٧].
ارتباط هذه الآية بما قبلها أن هذه الأنوار وهذه المصابيح والأضواء المشرقة، وهذه الهداية العامة مكانها بيوت الله، وأعظمها وأكملها وأشرفها وأسماها البيت الذي بناه وأقام قواعده نبيان كريمان: أب وابن؛ إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، وأشرف بيوت الله بعد المسجد الحرام المسجد النبوي الذي بناه نبينا محمد ﷺ بيده، وحمل الحجارة بيده، وأعانه عليه أصحابه من المهاجرين والأنصار، وأشرف بيت بعد المسجد النبوي المسجد الأقصى الذي بناه داود وسليمان، وهما نبيان كريمان، وكذلك ما سوى هذه المساجد هي مساجد فاضلة، ولذلك شرع لنا إذا دخلنا بيت الله أن نستقبله بتحية إلهية، فهي مكان عبادته، وأمرنا الله بتقديسها واحترامها ورفع شأنها فقال: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ﴾ [النور: ٣٦] أي: أن تقدس وتحترم وتطهر وتجمر وتبخر وتعطر، وأن تصان من المجانين والأطفال القذرين، وأن تصان من إقامة الحدود فيها، ومن اللغو والعبث والبيع والشراء، وما لا يليق أن يكون في بيت الله.