تفسير قوله تعالى: (هدىً وبشرى للمؤمنين)
قال تعالى: ﴿هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [النمل: ٢].
أنزل هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وعلى آله حال كونه هدى، وليكون هداية للناس، فيخرجهم من الضلال ومن الظلام ومن الخزعبلات ومن عبادة الأصنام والأوثان ومن التعلق بالباطل إلى النور والحق والتوحيد والإيمان بالله الواحد الذي لا ثاني له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، والإيمان بمحمد ﷺ عبداً ونبياً وخاتماً للرسل صلى الله عليه وسلم.
فقوله تعالى: ﴿هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [النمل: ٢].
أي: حال كونه يبشر المؤمنين بالجنة، ويبشرهم بالرحمة، ويبشرهم بالهداية، ويبشرهم بالسؤدد، ويبشرهم بالسيادة على العالم، وقد كان كل ذلك، فقد سادوا الدنيا قروناً، وحكموا العوالم قروناً، وبشروا بخيري الدنيا والآخرة وعز الدنيا والآخرة، فما مضى على نزول القرآن خمسون عاماً حتى كان الإسلام ضارباً بين السند شرقاً إلى عمق أوروبا غرباً، تلك الأمم التي تموج في بعضها كانت تتعبد الله بشعائر الإسلام، ورفعت كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على جميع منابرها، وعلم فيها القرآن، ودُرِّست السنة المحمدية.
قال تعالى: ﴿هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [النمل: ٢]، هذا في الدنيا، أما بشرى الآخرة فالخلود في الجنان والنظر إلى وجه الله الكريم.


الصفحة التالية
Icon