تفسير قوله تعالى: (ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون)
قال تعالى عنهم: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ [النمل: ٥٠].
مكر هؤلاء التسعة الرهط، أي: غدروا وخانوا، واتخذوا الغدر حيلة في زعمهم، فسيتسترون بالظلام ليلاً ليقتلوا صالحاً وهو نائم حيث لا يشعر بهم، وليقتلوا أهله حيث لا يشعرون بهم، ثم يقسمون لأوليائهم على أنهم لم يشهدوا ولم يحضروا ولم يعلموا ولم يسمعوا مقتلهم، وإنهم لصادقون.
قال تعالى: ((وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا)) فمكرهم غدر وخيانة، ومكر الله بهم جزاء على مكرهم، وإنما التعبير بالمكر من باب المشاكلة والمشابهة في اللفظ، أي: هذا المكر الذي مكروه كانوا يمكرونه بأنفسهم وهم لا يشعرون، فما كانوا ليشعروا بجزاء الله على مكرهم، وبأن مكر الله أتم وأكبر، وسيكون المدمر والمهلك أبداً لهم ولأقوامهم، كشأن كل كافر غادر وكل عدو متربص بالدعاة إلى الله من أنبياء وورثة الأنبياء.
قال تعالى: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ [النمل: ٥٠] فلم يشعروا بمكر الله بهم.